سيريا مونيتور-السويداء
أثار اعتداء مسلّحين في محافظة السويداء على عدد من الصحفيين السوريين موجة استنكار واسعة، بعد أن تم توقيفهم وتهديدهم أثناء تغطيتهم تطبيق الاتفاق المبرم بين محافظ السويداء مصطفى البكور ومشايخ العقل.
وذكر الصحفي أحمد فلاحة في منشور على فيسبوك، أن عناصر مسلحة أوقفته وزميله معاوية الأطرش، وقاموا بتوجيه أسلحتهم إليهما، وإطلاق النار قربهما، مصحوباً بتهديدات مباشرة وإهانات لفظية، رغم حملهم لمعدات إعلامية وهوية صحفية واضحة. وأكد فلاحة أن تدخل أحد الأهالي حال دون تفاقم الاعتداء، حيث عمل على تأمينهما حتى انتهاء التغطية.
كما تعرض صحفيون آخرون، منهم محمد هارون، إبراهيم تريسي، عمار اصطيفي، وعامر العاصي، للاعتداء وسرقة معداتهم ومبالغ مالية، بحسب روايات متقاطعة من شهود عيان.
اتحاد الصحفيين السوريين أصدر بياناً أدان فيه الاعتداء، معتبراً استهداف الصحفيين خلال أدائهم لمهامهم المهنية انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف، التي تُلزم بحماية الإعلاميين في مناطق النزاع. وطالب الاتحاد الجهات المختصة والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل لمحاسبة الفاعلين وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات، مع تأمين حماية دائمة للإعلاميين في سوريا.
ووجّه الاتحاد شكره لأهالي السويداء الذين تدخلوا لحماية الصحفيين، معبّراً عن تضامنه الكامل مع الزملاء المعتدى عليهم، ومؤكداً أن حماية حرية الصحافة واجب وطني وأخلاقي.
في السياق ذاته، أعلن محافظ السويداء مصطفى البكور عن بدء تنفيذ الاتفاق المبرم مع مشايخ العقل، موضحاً أن الحكومة بدأت خطوات عملية لمعالجة الأزمات الناتجة عن التوترات الأخيرة، أبرزها تأمين طريق دمشق – السويداء، الذي بدأ الأمن العام بتسيير دوريات فيه لحماية المدنيين وتسهيل التنقل.
من جانبها، أصدرت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين بياناً أكدت فيه نتائج اجتماع الخميس الماضي، الذي جمع عدداً من مشايخ العقل، والوجهاء، وقادة الفصائل، بينهم الشيخ حكمت الهجري، والشيخ يوسف جربوع، والشيخ حمود الحناوي، إلى جانب شخصيات محلية بارزة.
وأوضح البيان أن المجتمعين شددوا على ضرورة تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية من قبل أبناء المحافظة فقط، بالتنسيق مع المشيخة والمحافظ ووزارة الداخلية، نافين بشكل قاطع دخول أي عناصر أمنية من خارج السويداء.
كما رفضت المشيخة أي طرح لتسليم السلاح، معتبرة أنه يمثل “رمز كرامة”، وهو ما تم الاتفاق عليه بالإجماع خلال اللقاء. ودعت أبناء السويداء، خصوصاً الشباب، إلى التحلي بالمسؤولية والحذر في النشر، وتغليب لغة العقل والوحدة.