سيريا مونيتور:
بدأت بعثة قطرية مختصة في البحث والإنقاذ مهمة ميدانية في شمال سوريا، تهدف إلى العثور على رفات رهائن أميركيين أعدمهم تنظيم “داعش” قبل نحو عقد من الزمن، بحسب ما كشفته وكالة “رويترز” نقلاً عن مصدرين مطلعين على المهمة.
ووفقاً للمصادر، باشرت البعثة عملها ميدانياً يوم الأربعاء الماضي، وتمكنت حتى الآن من العثور على رفات ثلاث جثث في محيط منطقة دابق بريف حلب الشمالي، التي كانت تُعد من أهم معاقل التنظيم خلال سنوات توسعه ما بين 2014 و2017. ولم يتم حتى اللحظة التحقق من هوية الرفات التي تم العثور عليها.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود مشتركة بين قطر والولايات المتحدة، حيث تم بحث تفاصيل المهمة خلال زيارة رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى واشنطن في نيسان الماضي، برفقة وزير الدولة بوزارة الخارجية، محمد الخليفي. وشملت الزيارة أيضاً التنسيق لتحضيرات زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى قطر.
وأشارت المصادر إلى أن عمليات البحث تركز في المرحلة الأولى على العثور على جثمان عامل الإغاثة الأميركي بيتر كاسيج، الذي أعدمه التنظيم بقطع الرأس في عام 2014 في دابق. كما رجّحت مصادر أمنية أن تكون رفات الصحفيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف في نفس المنطقة، إلى جانب كاسيج، لكونها كانت منطقة مركزية لنشاط التنظيم.
كما يُذكر أن عاملة الإغاثة الأميركية كايلا مولر، التي اختطفها التنظيم في سوريا، لقيت مصرعها أثناء احتجازها، وأكدت تقارير رسمية أميركية أنها تعرضت للاغتصاب المتكرر من قبل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قبل وفاتها في 2015.
وتتمتع البعثة القطرية بخبرة واسعة في تنفيذ مهام الإنقاذ في البيئات الخطرة، وقد سبق أن شاركت في عمليات مشابهة في أعقاب الزلازل التي ضربت المغرب وتركيا في السنوات الأخيرة.
ورغم العثور على رفات بشرية، إلا أن السلطات المعنية لم تحدد بعد المدة الزمنية المتوقعة لإنهاء المهمة، وسط صعوبات ميدانية تتعلق بطبيعة التضاريس، واحتمالية تداخل المقابر الجماعية التي خلفها التنظيم في أكثر من موقع.