سيريا مونيتور – رأي
دانية عطية
_ التحرش هو تنمر او إكراه على فعل جسدي ومضايقات لاتقوم على رضا الطرف الاخر..
يبدأ التحرش بكلمة او بفعل وينتج عنه آلاف العقد النفسية..وله انواع كثيرة ممكن ان نختصرها بتحرش لفظي ( نداءات وتعليقات) في الشارع او ملامسات غير مرحب بها ..
او تحرش الكتروني عبر مواقع التواصل ..
يعد التحرش الجنسي صورة من صور العنف الجنسي والتي قد تتطور الى اغتصاب..وهنا يجب ان نتسائل عن اسباب التحرش هل هي ناتجة عن البطالة والفقر وعدم القدرة على الزواج او مجرد جهل وامراض نفسية وغرائز ؟
مثلاً في لبنان تعود اسبابه الى الثقافة الذكورية التي تُزرع بأذهان الرجال بانهم يملكون الحريات المطلقة بالتصرف ولاحرج عليهم فالمبررات المجتمعية تقف الى صفوف المتحرشين ولايوجد قانون يعاقب المتحرشين..!
التحرش جريمة نراها ونتعرض لها بشكل يومي كوننا فتيات..بابسط الامور الروتينية على سبيل المثال بمواصلات النقل العامة غالباً ما تتعرض الفتاة للملامسات التي يتقصدها بعض الذكور مما يخلق جواً من عدم الراحة والاختناق..وذلك مثال بسيط عما نتعرض له..
واغلب الفتيات عندما يتعرضن لمواقف مثل هذه يصمتن لانه سيتم القاء اللوم عليها وعلى ملابسها ومكياجها وسيتم نعتها باللافتة والمغرية ! تصمت خوفاً من الفضيحة وكلام الناس والعار تصمت لانه لم يتم توعيتها على الدفاع عن نفسها ! تحت طائلة التهديد من المتحرش والخوف من المجتمع !
وهنا ينتج لدينا مشاكل نفسية كثيرة منها الخوف من الخروج والرهاب الاجتماعي والعقد النفسية وعدم الثقة بالنفس او بالمحيط وقد تتطور الى الانتحار ..
المتحرشون كثر..وليس لدينا خيار للوقاية منهم سوى التوعية شن حملات التوعية بين الحين والاخر واطلاق مسرحيات او افلام لتعليم الفتيات كيفية الدفاع عن انفسهن.
وقد تمت فعلياً عدة حملات منها #metoo في غزة التى كان لها صدى كبير حيث تشجعت النساء في كافة انحاء العالم على الخروج عن صمتهن وكان للنساء في مصر حصة كبيرة من هذه الحملة.حيث تعد اكبر نسبة تحرش في العالم العربي في مصر..وقد اصدر المركز المصري لحقوق الانسان في القاهرة دراسة احصائية تقول ان 83% من المصريات و98% من الاجنبيات تعرضن للتحرش الجنسي في مصر وقد دفعت هذه الاحصاءات المرعبة الكثير من المنظمات لاطلاق حملات اعلامية لزيادة الوعي منها حملة #شُفت_تحرش و حملة #ملكش_فيها وحملة #اول_مرةتحرش_كان_عمري..
وكذلك اصدرت عدة قوانين للوقاية وبدأت منذ تسعينات القرن الماضي في المغرب
و اصدرت تونس في آب/2017 قانوناً اعتُبر الاول من نوعه يهدف للقضاء على العنف ضد المرأة تناول عقوبة بالسجن مدتها عامين وغرامة قدرها خمسة الاف دينار..
وفي رأيي تبدأ التوعية للفتيات الصغيرات من المنزل..بزرع القوة والثقة بهن..واخبار الفتاة بانها ليست السبب وانها ما ان تعرضت لمثل تلك المواقف تلجأ لوالديها وليس لصديقاتها ولا تصمت !..
نتسائل متى سيتم تدارك هذه المشكلة..وايجاد حل جذري لها..على أمل ان ننتهي من هذه الجرائم يوماً ما..