سيريا مونيتور..
أكد المبعوث الأميركي الخاص السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، أن الولايات المتحدة لم تعد تقدم وعوداً جديدة للأكراد في شمال شرقي سوريا، مشيراً إلى أن واشنطن لم تدعم فكرة تشكيل جيش منفصل داخل الدولة السورية.
وفي مقابلة نقلتها قناة “الحرة” الأميركية، أوضح جيفري أن الوجود العسكري الأميركي في شمال سوريا يهدف بشكل رئيسي إلى التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لمكافحة تنظيم داعش. كما أشار إلى أن هدف الولايات المتحدة الثاني كان منع تمدد النفوذ الروسي، وإعاقة تحقيق نظام بشار الأسد لأي انتصار.
تغيّر المعادلة بعد سقوط نظام الأسد
أكد جيفري أن الوضع في سوريا تغير جذرياً بعد سقوط نظام الأسد على يد هيئة تحرير الشام، مما غيّر أولويات الولايات المتحدة في المنطقة. وأشار إلى أن واشنطن تشجع قسد على التفاوض مع هيئة تحرير الشام بهدف تحقيق الوحدة بين السوريين، وهو ما اعتبره هدفاً مشتركاً بين مختلف الأطراف.
وأضاف أن السياسة الأميركية في سوريا تركز حالياً على دعم دولة موحدة ذات سيادة، مع تعزيز العلاقات مع الإدارة السورية الجديدة. كما شدد على أن الولايات المتحدة تعمل على إبعاد حزب العمال الكردستاني، المدرج على قوائم الإرهاب، عن المشهد السوري، مع دمج القوات العسكرية المختلفة لتحقيق الاستقرار.
العلاقات مع تركيا والتوازن الإقليمي
تحدث جيفري عن العلاقة المعقدة بين واشنطن وحلفائها في سوريا، مؤكداً أن الولايات المتحدة تسعى للحفاظ على توازن بين تركيا وقوات قسد. ورغم الضغوط العسكرية التي قد تتعرض لها قسد، أشار إلى أن واشنطن لن تتخلى عن دعمها، لكنها في الوقت نفسه تشجع الأكراد على عدم الاعتماد على ضمانات دائمة لإنشاء كيان منفصل.
وأوضح جيفري أن هناك تعاوناً وثيقاً مع تركيا وإسرائيل والدول العربية الحليفة لمنع عودة النفوذ الإيراني إلى سوريا. وأكد أن واشنطن تعمل مع الحكومة السورية الجديدة لضمان تحقيق الاستقرار، مع الالتزام بالعقوبات المفروضة على بعض الأطراف المتهمة بالإرهاب.
أشار جيفري إلى أن الولايات المتحدة تسعى للاستفادة من الموارد الطبيعية في سوريا، خاصة حقول النفط، بما يعود بالنفع على جميع الأطراف ويسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي.
وختم المبعوث الأميركي السابق تصريحاته بالتأكيد على أهمية التعاون مع الأطراف الدولية والإقليمية لتحقيق هدف مشترك يتمثل في بناء سوريا موحدة ومستقرة خالية من النفوذ الإيراني.
