أكدت الدول الضامنة لمسار أستانا حول سوريا (تركيا، روسيا، إيران) ضرورة الحفاظ على التهدئة في محافظة إدلب الخاضعة لاتفاقية خفض التصعيد، ومنع “الأطراف الثالثة” من زعزعة الاستقرار.
وجاء في البيان الختامي للجولة 22 من محادثات أستانا، اليوم الثلاثاء، أن الدول الضامنة “تعرب عن قلقها الشديد إزاء أنشطة الجماعات الإرهابية التي تهدد المدنيين في منطقة خفض التصعيد في إدلب وخارجها”.
وأضاف البيان: “اتفقنا على مواصلة الجهود لضمان تحسن مستقر في الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب ومحيطها، بما في ذلك الجانب الإنساني”، بحسب ما نقلت وكالة “تاس” الروسية.
وأكد البيان على ضرورة “الحفاظ على الهدوء على الأرض من خلال التنفيذ الكامل لجميع الاتفاقات القائمة بشأن إدلب، ومنع الأنشطة التخريبية التي تقوم بها أطراف ثالثة، والتي من شأنها أن تزيد من زعزعة استقرار الوضع”.
في سياق آخر، دان البيان الضربات الإسرائيلية على سوريا، وانتهاك تل أبيب للقانون الدولي والإنساني ولسيادة سوريا وسلامة أراضيها، مؤكداً أن هذه الهجمات تزعزع استقرار المنطقة وتزيد من حدة التوترات.
وأشار البيان إلى التأثير السلبي للتصعيد في الشرق الأوسط على الوضع في سوريا، مؤكداً على ضرورة قيام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وجميع المنظمات الإنسانية بوضع تدابير استجابة استثنائية للذين أجبروا على الانتقال من لبنان إلى سوريا في أعقاب التوترات.
وأكدت الدول الضامنة أهمية خلق الظروف الملائمة لعودة اللاجئين والنازحين، وضرورة دعم المجتمع الدولي لهذه الجهود بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة، واستمرار مشاريع التعافي المبكر وإعادة تأهيل البنية التحتية.
وبخصوص المعتقلين، أشاد البيان بـ”آلية العمل الخاصة بالإفراج عن المعتقلين والمفقودين كوسيلة لتعزيز الثقة بين الأطراف السورية”، داعياً إلى تكثيف الجهود لتوسيع نطاق هذا العمل ليشمل تسليم الجثامين وتحديد هوية المفقودين.
كما جدد البيان التزام الدول بسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، ودعا إلى رفع “العقوبات الأحادية”، وزيادة المساعدات الإنسانية وإزالة العوائق أمام وصولها وضمان توزيعها بشكل متساوٍ وغير مشروط.
أعربت الدول الضامنة عن رفضها لمحاولات خلق كيانات غير شرعية أو انفصالية في شمال شرقي سوريا، مؤكدة عزمها على مكافحة الإرهاب بكل أشكاله.
يشار إلى أن العاصمة الكازاخستانية نور سلطان احتضنت يومي 11 و12 من تشرين الثاني الجاري الجولة 22 من محادثات أستانا حول سوريا، بمشاركة ممثلين عن المعارضة والنظام وتركيا وروسيا وإيران، وتناولت المباحثات جهود الحل السياسي، والإفراج عن المعتقلين، والوضع الإنساني في البلاد، وإعادة الإعمار.