انتقد رئيس النظام السوري بشار الأسد للقمم العربية مجدّداً، اليوم الإثنين، وذلك خلال مشاركته في القمة العربية والإسلامية غير العادية، التي أُقيمت في العاصمة السعودية الرياض.
وكرّر “الأسد” لهجته الانتقادية تجاه الدول العربية والإسلامية، التي لم تقدّم أي شيء فيما يخص القضية الفلسطينية، متجاهلاً التقارير التي تتحدّث عن التنسيق الأمني المستمر بين النظام السوري وإسرائيل.
وفي بداية كلمته، قال “الأسد” إنّه “لن يتحدث عن حقوق الفلسطينيين التاريخية الثابتة وعن صمود الشعبين الفلسطيني واللبناني وواجب دعمهما، ولا عن شرعية المقاومة في البلدين، وأنه لن يتحدث عن نازية المحتلين الصهاينة وكيانهم المصطنع، ولا عن تحوّل الغرب من داعم إلى هذا الكيان وجرائمه منذ قيامه، إلى شريك مباشر ومُعلن”، فهذا لن يضيف شيئاً لما يعرفه الكثيرون في العالم.
وتطرّق للحديث عن القمة العربية والإسلامية قائلاً: إنّهم سبق والتقوا في القمة الماضية، العام الفائت، وأدانوا واستنكروا، لكن الجريمة ما تزال مستمرة، مردفاً: “هل نلتقي اليوم لكي نستنسخ الماضي الراحل وأحداثه، أم لنبدّل في مسار المستقبل القادم وآفاقه”.
وأشار “الأسد” إلى كل تجارب السلام السابقة، التي أثبتت فشلها مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث تلتها في كلّ مرّة مجازر وانتهاكات بحق الفلسطينيين، مردفاً: “نقدّم السلام فنحصد الدماء”.
ودعا إلى “تغيير الآليات والأدوات المٌستخدمة في مواجهة الاحتلال”، لأنّ الاستمرار في نفس السياسات لن يؤدي إلا إلى المزيد من النتائج المأساوية، لكنّه لم يقدم أي رؤية عملية من أجل ذلك.
وشدّد على أنّ الأولوية حالياً هي لوقف المجازر والتهطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مردفاً: “نحن لا نتعامل مع دولة بالمعنى القانوني وإنما مع كيان استعماري، ولا نتعامل مع شعب يسعى للسلام، بل مع قطعان من المستوطنين وحكومة مجرمة مصابة بوهم التفوق على الآخرين، ولا تعرف سوى القتل والدمار”.
وأشار إلى أنّ “هؤلاء هم المٌستهدفون في لقاء اليوم، وأولئك هم المشكلة، والمشكلة تحدد الوسيلة، والوسيلة هي أساس النجاح”، مطالباً بضرورة اتخاذ قرارات صائبة “كي لا نكون كمن يتحدث عن اللص بلغة القانون ومع المجرم بلغة الأخلاق ومع السفاح بلغة الإنسانية”.