في الذكرى السنوية الأولى لعيد التحرير في سوريا، تعود الأنظار إلى الرقة، المدينة التي لطالما قدمها أبناؤها بوصفها عاصمة التحرير وأول محافظة كسرت قبضة النظام قبل سنوات. ومع أن مدناً سورية أخرى تشهد احتفالات واسعة في هذه المناسبة، فإن الرقة تبدو خلال هذا اليوم بلا فرحة، بلا ملامح احتفال، وبقلب يعتصره الأسى.
فبينما تعيش المدن الأخرى أجواء الاحتفاء بهذه المناسبة فإن مدينة الرقة لا تزال تحت سيطرة مليشيا قسد، ومنعها لأي مظاهر للاحتفال أو التجمع بالساحات العامة الأمر الذي حرم المدينة من الاحتفال بهذا اليوم الذي يحمل لدى أبناء الرقة رمزية خاصة. حيث كانوا ينتظرون هذه اللحظة ليروا شوارع مدينتهم تعج بالأغاني الوطنية والرايات، لكن الواقع جاء مختلفاً لتتبدد فرحتهم في قلب المدينة التي حلمت طويلًا بأن تكون نموذجا للحرية.
ورغم الاحتفال في مدن أخرى إلا أن هذا المشهد يعتبر “فرحة ناقصة”…فرحة عاشتها مدن أخرى بينما بقيت الرقة تعيش الغصة. فكيف يمكن لمدينة قادت في يوم ما شرارة التحرير أن تغيب عن أول احتفال رسمي به؟ وكيف يمكن لأبنائها أن يشعروا بأنهم جزء من هذا الحدث بينما هم يرون مدينتهم محجوبة عنه؟
هذه الأسئلة لا تعبّر فقط عن رغبة بالاحتفال، بل عن شعور أعمق بالحرمان والتجاهل. فالرقة برمزيتها التاريخية وموقعها في ذاكرة السوريين، لم تكن مجرد مدينة تمر على الأحداث كانت دائماً في الصف الأول. واليوم ومع حلول ذكرى عيد التحرير ، يشعر الأهالي بأن مدينتهم “غُيّبت” عن المشهد.
لكنّ هذا الحزن لا يمنع الرقة وأبنائها من التمسك بأملهم القديم – الجديد أن يأتي يوم يعودون فيه للاحتفال في شوارعها بلا قيود وأن تستعيد عاصمة التحرير دورها ومكانتها وكرامتها الكاملة. فالرقة بتاريخها وناسها وذاكرتها، ما تزال تحمل في داخلها جذوة التحرير التي لا تطفأ، مهما طال الزمن أو تغيّرت الظروف.