تعاني فئة من السوريات المتزوجات من مصريين من مشكلة الحصول على إقامة الزواج، وذلك بعد التعليمات الأخيرة التي تتعلق بقوننة أوضاع الأجانب في البلاد.
وتضمنت التعليمات منع زوجة المصري من تحويل إقامتها على كفالة زوجها إذا كانت تحصل سابقا على إقامة سياحية.
كما أكدت التعليمات على ضرورة مغادرة الزوجة السورية التي ترغب بالحصول على إقامة “زواج” للمرة الأولى، والعودة بتأشيرة جديدة عن طريق السفارة المصرية في البلد التي ستغادر إليه.
بالإضافة إلى دفع رسوم تأخير حوالي 5 آلاف جنيه (100 دولار أميركي تقريبا) عن كل سنة لم تحصل فيها على الإقامة بعد الحصول على عقد الزواج.
من الجدير ذكر أنه لا يوجد إحصائية رسمية لعدد السوريات المتزوجات من مصريين، إلا أن علاقات المصاهرة بين السوريين والمصريين ليست جديدة وازدادت مع تدفق السوريين خلال العقد الأخير إلى مصر.
الوضع قبل نهاية المهلة الحكومية الأخيرة …
قبل انتهاء المهلة الحكومية للأجانب والوافدين بـ “تصحيح أوضاعهم القانونية، في 30 يونيو/حزيران الماضي، كانت الزوجة تحصل على إقامة بكل سهولة عن طريق عقد الزواج وكفالة الزوج المصري، حتى أنها تستطيع منح الإقامة لعائلتها.
وبالنسبة لموضوع الغرامات، كانت زوجة المصري الأجنبية تعفى من الرسوم المفروضة عليها في حالة التأخير بالحصول على الإقامة.
لكن التعليمات الأخيرة تعتبر صدمة لعدد كبير من السوريات، سواء المتزوجات حديثا، أو من عشرات السنين ولم يحصلن على إقامة.
تقول أميرة حمامي ( 58 عاما) سورة متزوجة من مصري من ثلاثة عقود، كنت أسافر إلى سوريا كل عام وأعود من دون إقامة، حتى أنني لم أضطر للحصول على الجنسية كوني كنت أدخل مصر بكل حرية، ولكن بعد الحرب السورية حصلت على إقامة ولم أدفع أي غرامات.
الخوف من السفر إلى سوريا …
تشكل فكرة السفر إلى سوريا من أجل الحصول على تأشيرة في السفارة أزمة لعدد كبير من السوريات، خصوصا من لديهن مشاكل أمنية قد تهدد حياتهن، أو من لم يتبقَ لديهن هناك عائلة ومكان إقامة.
وازداد الخوف مؤخرا حتى لمن كن يسافرن إلى هناك، بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، والهجمات المتكررة على سوريا، مما يزيد المخاوف من نشوب حرب في البلاد.
تقول غيداء سروجي (29 عاما) سورية متزوجة من مصري، لم أحصل على الإقامة لأني كنت أنتظر أن تنتهي إقامتي السياحية، ولكن صدمت بأني لا أستطيع تحويلها لكفالة زوجي.
تضيف غيداء، لا يمكنني السفر إلى سوريا، لم يتبقَ لي أحد هناك، وغادرتها وأنا أبلغ من العمر 15 عاما، كما أني أخاف من الاعتقال لأن عائلتي لديها مشاكل أمنية لدى النظام، وأنتظر أن تصدر الحكومة المصرية أي قرار جديد لأستطيع الحصول على إقامة من دون سفر.
أما مشكلة روان فكانت مختلفة، فهي لا تملك المال الكافي لكل هذه الإجراءات، سواء تذاكر الطيران، أو رسوم التأخير، أو حتى الإقامة في سوريا، ولديها طفل رضيع لا يمكنها تركه.
تقول روان، زوجي بالكاد يؤمن لنا مصاريف حياتنا، وعندما صدر القرار شعرت بالعجز، فكيف لي أن أقوم بقوننة وضعي الأمر يحتاج لمال كثير.
الحرب في بيروت …
بعد أن كانت بيروت هي الحل لمن لا تستطيع أن تذهب إلى سوريا، وعلى الرغم من التكاليف الباهظة التي يتطلبها السفر إليها والإقامة فيها لحين انتهاء الإجراءات في السفارة المصرية، إلا أن هذا الحل أصبح معدوما بعد الحرب المشتعلة في لبنان.
وبالنسبة لدبي، كانت الحل الأمثل للواتي يردن السفر والحصول على تأشيرة من السفارة المصرية، ولكن مؤخرا، أوقفت دبي التأشيرات الخاصة بالفتيات من دون عائلاتهن، الأمر الذي سيصعب السفر إليها بسبب التكاليف العالية التي يتطلبها سفر العائلة.
رولا حلبي، سورية متزوجة من مصري تقول، أشعر بالتقصير لأني لم أحصل على إقامة ولكن لم أكن أتوقع أن تصدر هذه القرارت، خصوصا أني كنت ملتزمة بالتجديد قبل زواجي.
تضيف رولا، كنت أجهز مبلغا من المال من أجل السفر إلى دبي، وسأقيم عند صديقة لي، ولكن قرار منع الفتيات من الحصول على تأشيرة، جعلني أشعر أن جميع الطرق أقفلت في وجهي.
وينتظر عدد كبير من السوريات حل مشكلتهن من قبل الحكومة المصرية، إذ إن الوضع يزداد صعوبة بالنسبة لهن.
اتهامات باطلة وتشويه سمعة
انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل وخصوصا “تيك توك” منشورات تنتقد ظاهرة الزواج من نساء من الجنسية السورية، وتشير إلى أن هدف الزوجات الحصول على إقامة.
تقول سلام حسن، سورية متزوجة من مصري من عشر سنوات، أحببت زوجي في الجامعة، وتزوجته لأنه مختلف وصاحب خلق، ولم يخطر في بالي موضوع الإقامة لأني أصلا كنت أحصل عليها، وأعتبر هذه الاتهامات باطلة وتصدر من نفوس مريضة.
في حين ترى علا قبقيبي، سورية متزوجة من مصري، أن الكلام صادر عن لجان إلكترونية، وتقول، كل من يعرفني ويعرف زوجي كان سعيدا بهذا الزواج، وعائلته تحتضنني وأصدقاؤنا مشتركين، لم أسمع يوما كلمة عنصرية.
تضيف علا، أعتقد أن مصدر الاتهامات هو اللجان الإلكترونية المعادية للاجئين، فقد نشطوا مؤخرا على مواقع كثيرة وهدفهم فقط تشويه صورتنا.