سيريا مونيتور -دمشق
عقدت الأطراف السياسية والاجتماعية والعسكرية في محافظة السويداء، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً موسعاً بهدف احتواء تداعيات التوترات التي اندلعت مؤخراً في مدينة جرمانا بريف دمشق، إثر تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد نُسب إلى أحد أبناء الطائفة الدرزية.
واتفق المجتمعون على ضرورة التوصل إلى تهدئة شاملة تشمل جرمانا ومناطق أخرى شهدت توترات، مع التشديد على أهمية الحوار وضبط النفس لتفادي تفاقم الأوضاع.
وتشهد مدينة جرمانا حالياً هدوءاً حذراً بعد اشتباكات عنيفة فجر الثلاثاء، أودت بحياة 13 شخصاً، وسط تضارب كبير في الروايات حول الأطراف المشاركة وهوية المسلحين. ففي حين تحدثت مصادر أمنية عن احتجاجات غاضبة من سكان المناطق السنية المجاورة إثر التسجيل، نفت وزارة الداخلية السورية وجود “هجوم مسلح”، مؤكدة أن ما جرى هو “احتجاج تطور إلى إطلاق نار متبادل”.
من جانبه، قال أحد سكان المدينة، أبو صالح أبو شاش، إن الاشتباكات اندلعت بعد دخول مسلحين من جهة المليحة، وتدخل قوى الأمن العام من أبناء جرمانا لمنعهم، ما تسبب بمواجهات وسقوط قتلى وجرحى، تلاها قصف بقذائف الهاون.
في هذا السياق، دعت الهيئة الروحية في جرمانا الجهات الرسمية إلى كشف ملابسات ما جرى، وإيقاف ما وصفته بـ”حملات التخوين والتحريض”، مؤكدة أن الغموض يسهم في زيادة التوتر.
بدورها، أصدرت مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز بياناً موقّعاً من الشيخين يوسف جربوع وحمود الحناوي، شددت فيه على خطورة المرحلة التي تمر بها البلاد، وضرورة الرجوع إلى العقل والإيمان لتفادي الانزلاق في فتنة أوسع.
ويأتي هذا التصعيد وسط تحذيرات متزايدة من استغلال الحساسيات الطائفية في سوريا لتأجيج الأوضاع الداخلية، في وقت تدعو فيه القيادات الدينية والاجتماعية إلى التهدئة وإعلاء المصلحة الوطنية.