الشرع يلتقي وفد السويداء: نقاشات شفافة حول المواطنة والاستقرار السياسي

سيريا مونينور – دمشق

التقى الرئيس السوري، أحمد الشرع، في قصر الشعب بدمشق، وفداً من محافظة السويداء ضم شخصيات حقوقية وسياسية، وناشطي مجتمع مدني، إضافة إلى ممثلين عن العشائر. جاء اللقاء في إطار جهود تعزيز الحوار الوطني، حيث تم تناول قضايا أساسية تتعلق بالعدالة الانتقالية، المواطنة، وتحسين الظروف المعيشية في البلاد.

نقاشات جريئة حول المواطنة والعدالة الانتقالية

أكد سليمان الكفيري، أحد أعضاء الوفد، أن النقاشات خلال الاجتماع كانت شفافة وجريئة، حيث طرح الحاضرون ملفات تتعلق بتطبيق الدستور، تحقيق العدالة الانتقالية، وتعزيز مبدأ المواطنة. كما تم تسليط الضوء على ضرورة تحسين الخدمات الأساسية وزيادة الرواتب لمواكبة التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

وناقش المجتمعون أيضاً تداعيات العنف الذي شهده الساحل السوري مؤخراً، حيث أبدى بعض الحضور قلقهم حيال آثار هذه الهجمات على المدنيين وعناصر الأمن، مطالبين بضرورة اتخاذ خطوات عملية للحد من العنف وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

تشكيل الحكومة ودور المرأة في المرحلة المقبلة

كما تطرّق اللقاء إلى قضية تشكيل الحكومة الجديدة، حيث تساءل الحضور عن أسباب التأخير في إعلانها، ليؤكد الرئيس الشرع أن العملية السياسية تسير وفق رؤية تضمن تمثيل جميع مكونات المجتمع السوري بشكل عادل.

من جانبها، تحدثت المهندسة غادة الشعراني عن أهمية دعم قضايا المرأة في المرحلة المقبلة، مشددةً على ضرورة تعزيز دورها في بناء الدولة الجديدة. وفي لفتة رمزية، قامت بنزع عقدها وتقديمه للرئيس الشرع، داعيةً إياه إلى اعتبار الساحل السوري “أمانة في عنقه”، في إشارة إلى أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

الشرع: رفض التدخلات الخارجية ودعوة للمشاركة الوطنية

بدوره، أشاد الرئيس السوري بدور محافظة السويداء التاريخي في الحفاظ على وحدة البلاد، مؤكداً أن جميع السوريين شركاء في بناء المستقبل. كما جدّد رفضه للتدخلات الخارجية والمشاريع التي تهدد وحدة البلاد، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على توحيد الجهود لمواجهة التحديات الراهنة.

يأتي هذا اللقاء في ظل تطورات متسارعة تشهدها سوريا، خاصة بعد الهجمات الأخيرة التي نفذتها فلول النظام المخلوع في الساحل السوري، ما أدى إلى سقوط مئات العسكريين والمدنيين. كما تتزايد محاولات بعض الجهات الخارجية لتوريط أبناء السويداء في مواجهات مع الدولة السورية الجديدة، الأمر الذي يحتم ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.

Read Previous

السعودية تُرحّب باتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الدولة في سوريا

Read Next

إلهام أحمد: اتفاق قسد والحكومة السورية خطوة نحو المصالحة ووقف النزاع

Most Popular