الشيباني: إعادة إعمار سوريا تتطلب تعاوناً دولياً وشراكة فاعلة

سيريا مونيتور -دمشق

أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن التعاون الدولي يعد ركيزة أساسية لإعادة إعمار سوريا، مشيداً بالتعهدات المالية التي أُعلن عنها خلال مؤتمر بروكسل التاسع لدعم سوريا والمنطقة. جاء ذلك في تغريدة نشرها عبر منصة “إكس”، حيث ثمّن دعم الاتحاد الأوروبي وبلجيكا والدول الأعضاء، مؤكداً أن تعهدهم بتقديم 5.8 مليارات يورو من المنح والقروض سيساهم بشكل كبير في جهود التعافي الاقتصادي والاجتماعي في سوريا.

وأشار الشيباني إلى أن مشاركة سوريا كدولة في مؤتمر بروكسل للمرة الأولى تمثل تطوراً مهماً في مسار العلاقات الدولية، معرباً عن أمله في أن تسهم هذه الشراكة في تحسين الأوضاع المعيشية للسوريين وتعزيز الاستقرار والازدهار في البلاد.

دعم مالي أوروبي لإنعاش الاقتصاد السوري

خلال المؤتمر، أعلنت نائبة رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، دوبرافكا زويكا، أن إجمالي التعهدات المالية بلغ 5.8 مليارات يورو، تشمل منحاً وقروضاً تهدف إلى دعم الشعب السوري واللاجئين في المنطقة. بدورها، أكدت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن الاتحاد الأوروبي خصص أكثر من 720 مليون يورو لعام 2025، وهو مبلغ يفوق التعهدات السابقة بحوالي 160 مليون يورو.

وأوضحت كالاس أن هذه المساعدات ستوجه لدعم السوريين داخل بلادهم وكذلك اللاجئين في لبنان والأردن والعراق، فضلاً عن تخصيص 750 مليون يورو إضافية لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا والمجتمعات المضيفة لهم.

الاتحاد الأوروبي يؤكد التزامه بالتحول السياسي في سوريا

من جانبها، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال كلمتها الافتتاحية في المؤتمر، على أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بدعم العملية الانتقالية في سوريا. وأشادت بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة السورية الجديدة منذ سقوط نظام الأسد، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم جهود المصالحة وإعادة بناء مؤسسات الدولة.

وفي تصريحها، قالت فون دير لاين: “إننا نريد أن نسمع من القيادة السورية عن احتياجات شعبها وخططها لإعادة هيكلة مؤسسات الدولة. الاتحاد الأوروبي مستعد للمضي قدماً معكم في كل خطوة جديدة تتخذونها نحو تحقيق انتقال سياسي شامل”.

كما أكدت على ضرورة تحقيق العدالة من خلال محاسبة المسؤولين عن الجرائم السابقة، وحماية الأقليات، وضمان تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع أطياف المجتمع السوري.

نحو مستقبل اقتصادي مستدام لسوريا

أكدت كالاس أن مؤتمر بروكسل لا يقتصر على تقديم تعهدات مالية، بل يحمل رسالة دعم قوية لسوريا في مرحلة إعادة الإعمار. وأضافت: “كانت سوريا قوة اقتصادية بارزة في الشرق الأوسط، ونحن مستعدون لأن نكون شركاء في تعافيها ونموها مجدداً”.

وشددت على أن الاتحاد الأوروبي سيعمل على استقطاب الاستثمارات لدعم عمليات إعادة البناء، وتحسين الخدمات الأساسية، وتعزيز سبل العيش، بما يضمن تحقيق استقرار اقتصادي طويل الأمد للسوريين.

يأتي هذا الالتزام الأوروبي في إطار جهود المجتمع الدولي لدعم سوريا في مرحلة ما بعد النزاع، مع التركيز على تحقيق الاستقرار، وإعادة الإعمار، وتعزيز الحوكمة الشاملة لضمان مستقبل أفضل للسوريين داخل البلاد وخارجها.

Read Previous

الاتحاد الأوروبي يخصص 2.5 مليار يورو لدعم سوريا ويؤكد التزامه بالمرحلة الانتقالية

Read Next

مجلس التعاون الخليجي في مؤتمر بروكسل: دعم مستمر لإعادة إعمار سوريا ورفع العقوبات

Most Popular