الشيخ حكمت الهجري يهاجم الحكومة السورية الجديدة: “سلطة استبدادية جديدة”

سيريا مونيتور -دمشق

واصل الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، انتقاده اللاذع للحكومة السورية الجديدة، واصفًا الإعلان الدستوري الأخير بأنه يمهّد لتأسيس “سلطة استبدادية جديدة”.

وفي بيان نشرته الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز عبر منصة “إكس” مساء الثلاثاء، انتقد الهجري السياسات المتبعة من قبل الإدارة الجديدة، مشيرًا إلى أنها “تكرر مشهد اللون الواحد في الحكم”، دون إشراك الخبرات القانونية أو الأكاديمية أو احترام الأعراف الدولية. كما وصف مؤتمر الحوار الوطني الأخير بأنه كان “شكليًا”، حيث لم يدم أكثر من خمس ساعات، وأسفر عن توصيات “جاهزة ومخيبة للآمال”.

أحداث الساحل السوري وانتهاكات بحق المدنيين

تطرق الهجري إلى الأحداث التي شهدتها منطقة الساحل السوري مؤخرًا، عقب هجمات نفذها فلول النظام المخلوع، معتبرًا أن المدنيين تعرضوا لـ”جرائم بشعة”، تشبه أساليب تنظيم داعش الإرهابي. كما شدد على مسؤولية الحكومة السورية عن تصرفات عناصرها، داعيًا إلى محاسبة القتلة وطرد “الغرباء والمنفلتين” من البلاد.

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب التوترات الأمنية التي شهدها الساحل السوري، حيث شنت السلطات السورية حملة عسكرية واسعة أسفرت عن مقتل المئات، بينهم مدنيون وعناصر أمن. ودفع ذلك الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الإعلان عن تشكيل لجنة للتحقيق في الانتهاكات، على أن تقدم نتائجها خلال شهر واحد، إلى جانب لجنة أخرى معنية بالسلم الأهلي.

انتقادات حادة للإعلان الدستوري والحكومة السورية

هاجم الهجري الإعلان الدستوري الذي وقّعه الرئيس أحمد الشرع الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أنه جاء عبر لجنة “من لون واحد”، وهو ما يعيد إنتاج “نظام الحكم الاستبدادي”. واعتبر أن الصلاحيات المطلقة التي يمنحها الإعلان لشخص واحد تهدد مستقبل سوريا السياسي.

وكان الهجري قد شن هجومًا سابقًا على الحكومة السورية بعد تقارير تحدثت عن اتفاق بينها وبين وجهاء من محافظة السويداء، نافيًا وجود أي تفاهم حقيقي بين الجانبين. الاتفاق، الذي جاء تحت اسم “محضر تفاهم”، شمل بنودًا تتعلق بتفعيل الضابطة العدلية، وتنظيم الفصائل المسلحة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والإدارية في المحافظة. لكن الهجري وصف الحكومة بـ”المتطرفة”، معتبرًا أنها “مطلوبة للعدالة الدولية”، ومشدّدًا على ضرورة العمل لمصلحة الطائفة الدرزية بعيدًا عن أي ضغوط خارجية.

انقسام في السويداء حول التعامل مع الحكومة

تشهد محافظة السويداء انقسامًا بشأن العلاقة مع دمشق، حيث توصلت “حركة رجال الكرامة” إلى اتفاق مع الحكومة السورية، وبدأت بتنفيذه داخل المحافظة. وأوضح المتحدث باسم الحركة، باسم أبو فخر، أن وزارة الداخلية السورية أعادت تفعيل عمل “قوى الأمن العام” في السويداء باستخدام كوادر محلية.

بالتزامن مع هذه التطورات، تعهّد مسؤولون إسرائيليون بحماية الدروز جنوبي سوريا، وهو ما قوبل بالرفض من قبل قيادات ووجهاء الطائفة الدرزية، الذين أكدوا تمسكهم بوحدة البلاد وعدم قبولهم بأي تدخل إسرائيلي في الشأن السوري.

Read Previous

الشرطة التركية تعتقل رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في تحقيق يتعلق بالفساد

Read Next

السعودية وقطر يدينان الغارات الإسرائيلية على درعا .. وسوريا تدعو لتحرك دولي

Most Popular