امتنع مئات من فلاحي منطقة “نبع السلام” شمالي سوريا عن زراعة أراضيهم، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات التي يعتمدون عليها في ري محاصيلهم، وسط اتهامات لـ”جيش الشرقية” التابع لـ”الجيش الوطني السوري” باحتكار مادة المازوت وبيعها بأسعار تفوق طاقة الفلاح.
وأفاد مصدر خاص في الجيش الوطني أن جيش الشرقية يحتكر معظم سوق المحروقات عن طريق السيطرة على معبر “تفاحة” غير الشرعي، الواصل بين مناطق “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ومنطقة عملية “نبع السلام”، مما تسبب بارتفاع أسعار المازوت لأكثر من 100 بالمئة، الأمر الذي يشكل أزمة حقيقية للمزارعين والأهالي عموماً.
ارتفاع أسعار المحروقات 100% بسبب الاحتكار
وأضاف المصدر أن سعر المازوت خلال حزيران كان 200 ألف ليرة سورية للبرميل الواحد ليصل اليوم إلى 400 ألف ليرة سورية مما تسبب في عرقلة المشاريع الزراعية ودفع كثيراً من الأهالي لإيقاف زراعة القطن والذرة الصفراء لعجزهم عن شراء المازوت بهذه الأسعار.
وبحسب مصادر محلية، فإن المازوت القادم من مناطق قسد يبلغ سعره نحو 100 ألف ليرة سورية للبرميل إلا أن الاحتكار وتحكم جيش الشرقية به أوصله لأكثر من 400 ألف ليرة من دون أي تعليق من المجالس المحلية أو الجيش الوطني.
وقال منصور الجديع مزارع من أهالي قرية عين العروس بريف تل أبيض: “بعد حرث الأرضي وإعداد التجهيزات لزراعة الذرة الصفراء والقطن تراجع معظم المزارعين عن ذلك بسبب ارتفاع سعر المازوت في السوق لنحو 400 ألف ليرة حيث أصبحت الزراعة خسارة بكل المقاييس لذلك عزفت عنها علماً أن المجلس المحلي في تل أبيض لم يقدم أي دعم لنا رغم وعوده من قبل”.
وأكد عواد الجيسي من فلاحي سلوك شمالي الرقة أن المزارعين “طالبوا مجلس تل أبيض المحلي عدة مرات بدعم مازوت الزراعة بسبب تكاليف الري الباهضة حيث يعتمد المزارعون على محركات المازوت لسحب المياه من الآبار إلا أن المجلس لم يقدم أي شيء”.
وبحسب المصدر، يعد معبر “تفاحة” بوابة تهريب المحروقات بين مناطق “قسد” ومنطقة “نبع السلام”، إذ يقدر عدد الشاحنات التي تجتاز المعبر أسبوعياً نحو 100 شاحنة، ما يكفي لتغطية حاجات الأهالي في المنطقة، إلا أن الاحتكار والتلاعب بأسعار المازوت تسبب بارتفاعه إلى الضعف.