تتزايد الضغوط العسكرية والسياسية على رئيس النظام السوري بشار الأسد، في ظل تراجع الدعم العلني من حلفائه التقليديين، روسيا وإيران، إذ تؤكد تقارير صحفية أن موسكو وطهران باتتا أكثر ميلاً لترتيب مصالحهما في سوريا بعيداً عن الالتزام المطلق ببقاء الأسد، مما يضعه أمام واقع سياسي وعسكري شديد التعقيد.
وترددت أنباء عن سفر أسماء الأسد وأبنائها إلى خارج البلاد، في حين تقول إيران إن مصير بشار الأسد ليس معروفا إلى الآن.
وقالت مصادر دبلوماسية إن دولاً عربية وخليجية عرضت على بشار الأسد السفر ريثما تتضح التطورات الميدانية في سوريا.
وقالت مصادر إن مسؤولين لبنانيين أكدوا لـ “حزب الله” أن الولايات المتحدة الأميركية وتركيا ودولاً عربية تدعم إسقاط النظام السوري وحكم بشار الأسد بشكل جدي.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها الجمعة، إن وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران سيعقدون محادثات خاصة بشأن سوريا في قطر اليوم السبت.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني السبت إن بشار الأسد فشل في التواصل مع شعبه ومعالجة قضايا عدة على غرار عودة اللاجئين خلال فترة الهدوء في الحرب الدائرة في البلاد.
وقال بن عبد الرحمن الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية خلال منتدى الدوحة إن الأسد “لم ينتهز هذه الفرصة للبدء في التواصل واستعادة علاقته بشعبه، ولم نشهد أي تحرك جدّي، سواء في ما يتعلق بعودة اللاجئين أو المصالحة مع شعبه”.
ميدانياً، يشهد الجنوب السوري تحولات جذرية، حيث نجحت فصائل المعارضة والمجموعات المناهضة للنظام في السيطرة على مناطق واسعة في درعا والسويداء والقنيطرة.
وتمكنت هذه الفصائل من انتزاع مواقع عسكرية ذات أهمية استراتيجية، إضافة إلى السيطرة على مقرات أمنية طالما كانت رمزاً لهيمنة النظام على المنطقة، ما يعزز الشكوك حول قدرته على استعادة نفوذه.
وسط هذه التطورات، تتصاعد الاستعدادات العسكرية لقوى المعارضة في وسط البلاد، حيث تسعى “إدارة العمليات العسكرية” إلى التقدم نحو مدينة حمص، بعد نجاحها في بسط سيطرتها على مركزي مدينتي حلب وحماة، وإخراج قوات النظام من محافظة إدلب بالكامل، مما يشكل ضربة قاسية لقدرات النظام الميدانية.
سياسياً، يتزامن هذا التراجع الميداني مع تصاعد الجدل حول مستقبل الأسد، إذ تُطرح أسئلة ملحة حول إمكانية بقائه في ظل ضعف الدعم من حلفائه، فالتحركات الروسية والإيرانية الأخيرة تشير إلى تغييرات محتملة في خريطة التحالفات، حيث يبدو أن المصالح الاستراتيجية تتفوق على التزاماتها السابقة تجاه النظام السوري.
أمام هذا المشهد، يجد بشار الأسد نفسه محاصراً داخلياً وخارجياً، مع تقلص الخيارات السياسية والعسكرية بشكل غير مسبوق، ومع استمرار التقارير التي تشير إلى تضاؤل ثقته بحلفائه، تزداد التكهنات بأن النظام يقترب من نقطة تحول تاريخية قد تحدد مصيره في الأيام المقبلة.