شهدت بلدة بدعا القريبة من مطار المزة العسكري بدمشق، الواقعة على بعد نحو 20 كيلومتراً شمال شرقي جبل الشيخ قرب الحدود السورية-اللبنانية، توغلاً عسكرياً إسرائيلياً اليوم الأربعاء. القوة الإسرائيلية التي شملت نحو 30 جندياً وثلاث جرافات وثلاث دبابات قامت بأعمال حفر وشق طرق، ما تسبب في دمار واسع للأراضي الزراعية.
وأفاد سكان المنطقة لوكالة “الأناضول” بأن الجرافات الإسرائيلية ألحقت دماراً كبيراً بالأراضي الزراعية، مما جعلها غير صالحة للاستخدام. عبدو القريان، أحد سكان بلدة المالكة بمحافظة القنيطرة، أوضح أن إسرائيل تواصل اعتداءاتها بحجة تعزيز “الأمن والاستقرار”، مشيراً إلى تدمير الأراضي الزراعية في مناطق مثل المليحة وتلة داريا، بالإضافة إلى إنشاء تحصينات في جبل الشيخ والتلول الحمر.
توغل عسكري وتصعيد في القنيطرة ودرعا
وأكدت مصادر محلية أن جيش الاسرائيلي واصل توغلاته في القنيطرة، حيث دمر أراضي زراعية وأعمدة كهرباء، واحتل قريتي جملة ومعربة في حوض اليرموك بمحافظة درعا. كما استهدف مناطق سكنية في بلدات العشة والحيران ومزرعة الحيران، ما أسفر عن خسائر في الممتلكات. وفي 30 ديسمبر/كانون الأول 2024، استولى الجنود الإسرائيليون على مبنى بلدية مدينة السلام (البعث سابقاً) وحولوه إلى قاعدة عسكرية.
احتجاجات محلية وتصعيد الاحتلال
في 25 ديسمبر/كانون الأول 2024، نظم أهالي قرية السويسة بمحافظة القنيطرة مظاهرة للتنديد بالاحتلال الإسرائيلي، إلا أن جنود اسرائيل أطلقوا النار على المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين. وتأتي هذه الاعتداءات وسط تصاعد الغارات الجوية الإسرائيلية على أنحاء متفرقة من سوريا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
واستغلت إسرائيل الوضع الراهن في سوريا لتوسيع احتلالها لمناطق في القنيطرة، معلنة انهيار اتفاقية “فض الاشتباك” لعام 1974، وهي خطوة قوبلت بانتقادات واسعة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. جدير بالذكر أن إسرائيل تحتل 1150 كيلومتراً مربعاً من هضبة الجولان السورية منذ عام 1967، وضمّتها في عام 1981 في خطوة لم يعترف بها العالم.
مع استمرار التصعيد الإسرائيلي، دعا سكان المناطق المتضررة الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع والمجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فاعلة لوقف الاعتداءات واستعادة الأراضي المحتلة.
