الكاتب الأمريكي “فريدمان”: ترامب ونتنياهو يقودان نحو “عالم بشع” ويقوضان الديمقراطية

سيريا مونيتور -دمشق

في مقال ناري نشرته صحيفة نيويورك تايمز، حذر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان من أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، يقودان بلديهما نحو مستقبل مظلم، بعيد عن القيم الديمقراطية، ومشبع بالتطرف السياسي والتفكك المؤسساتي.

وصف فريدمان لقاء ترامب ونتنياهو الأخير في البيت الأبيض بأنه “مثير للغضب والاكتئاب”، حيث يتشارك الزعيمان، بحسب رأيه، في سعي محموم نحو الديكتاتورية، ومحاربة ما يسميانه بـ”الدولة العميقة”، عبر استهداف الخصوم السياسيين وتعيين أشخاص يفتقرون للكفاءة، فقط بسبب ولائهم الشخصي.

أميركا “ما بعد ريغان” وإسرائيل “ما بعد الديمقراطية”

أشار فريدمان إلى أن ترامب يسعى إلى بناء “أمريكا ما بعد ريغان”، حيث يتم تجاهل الحلفاء الديمقراطيين وإضعاف القوة الناعمة، قائلاً إن “جهل وخبث تصريحات ترامب ضد الاتحاد الأوروبي أمر يحبس الأنفاس”.

أما نتنياهو، بحسب فريدمان، فقد بات يعمل على “تفكيك أسس الديمقراطية الإسرائيلية”، من خلال السعي لإقالة المدعية العامة، وتقويض استقلال القضاء، لتمرير أجندة يمينية متطرفة تشمل ضم الضفة الغربية وطرد الفلسطينيين.

واتهم فريدمان كلاً من ترامب ونتنياهو باستخدام تهمة معاداة السامية كسلاح لقمع حرية التعبير، مشيراً إلى تصريحات جوناثان جاكوبي، مدير مشروع “نيكسس”، الذي أكد أن “ترامب يستغل معاداة السامية لتبرير سياسات قمعية في مجالات متعددة”.

وأضاف فريدمان: “لا أريده أن يدافع عني. هذا نفس الرجل الذي دافع عن النازيين الجدد في 2017، ووصف بعضهم بأنهم أشخاص جيدون”.

انعكاسات سلوك القيادة على الأرض

تطرّق الكاتب إلى الانعكاسات المباشرة لسياسات نتنياهو على سلوك الجيش الإسرائيلي، مستشهداً بحادثة قتل 15 مسعفًا وعامل إنقاذ في غزة، والتي جرى التستر عليها من قِبل قيادات في الجيش، بحسب شهادة ضابط كبير لصحيفة هآرتس.

كما نقل عن الحاخامة الأمريكية شارون براوس قولها إن “اليهود يتم استغلالهم سياسياً لتبرير أجندات تهدد نسيج الديمقراطية المتعددة الأعراق”، معتبرة أن الألم اليهودي يُستغل لتقويض القيم الديمقراطية.

واختتم فريدمان مقاله بالتذكير بإجماع 18 من رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية السابقين على عدم أهلية نتنياهو لرئاسة الحكومة، واصفين سلوكه بأنه “خطر مباشر على مستقبل إسرائيل كدولة ديمقراطية ويهودية”.

وختم برسالة إلى المدافعين عن القيم الديمقراطية: “هذه معركة وجودية. أنا مستعد للقتال، ولن أتعب. وأنتم؟”.

Read Previous

وزيرا العدل والتنمية الإدارية يبحثان سبل تطوير الأداء القضائي

Read Next

ما هي قصة احتجاج ابتهال أبو السعد ضد “مايكروسوفت” ودعوتها لمقاطعة منتجاتها؟

Most Popular