سيريا مونيتور
نشرت وزارة الداخلية السورية تسجيلاً مصوراً يتضمن شهادات لعدد من الأشخاص المرتبطين بـ”جمعية البستان”، التي كان يرأسها رامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، إذ تم الكشف عن تحويل الجمعية، ذات الغطاء الخيري، إلى واجهة لتمويل وتشكيل ميليشيات مسلحة شاركت في قمع السوريين وارتكاب جرائم واسعة.
وتضمنت الاعترافات شهادات لعناصر سابقين من مجموعات تابعة للجمعية، أكدوا تورطها في عمليات خطف وابتزاز واغتيال، إلى جانب مشاركتها في المعارك إلى جانب قوات النظام المخلوع في عدد من المحافظات.
وقال أحد المتحدثين إن الجمعية كانت تتخذ من مقرها في دمشق منطلقاً لما أسماه “القطاعات القتالية”، مضيفاً خلال تجوله في مقر الجمعية: “وضعوا أيديهم على هذا المقر، وسوّروه، وأقاموا سواتر، وصار نشاطهم العسكري ينطلق من هنا بعيداً عن الأعين”، مؤكداً أن الأوامر كانت تصدر من رامي مخلوف مباشرة، مروراً بسامي درويش، لتصل إلى القادة الميدانيين.
وفي شهادة أخرى، أكد المدعو ربيع صلاح، وهو عنصر في مجموعة القائد العسكري للجمعية فراس سلطان، أن الجمعية كانت واجهة مدنية تخفي نشاطاً عسكرياً ممنهجاً، بقيادة سامر درويش وفراس سلطان. وأوضح أنهم شاركوا في جميع العمليات العسكرية في دمشق وريفها، وكانت مجموعته متخصصة بالخطف والابتزاز، مضيفاً: “من كان يُختطف ولا يدفع الفدية يُصفّى بأمر مباشر”.
ومن بين الضحايا الذين تم ذكرهم، أحمد الطحان، صيدلاني من منطقة المزة، الذي قال في شهادته: “تم اختطافي يوم 26 تشرين الثاني 2011 من قبل مجموعة مسلحة، واحتُجزت لمدة 43 يوماً في زنزانة منفردة، وتعرضت للضرب والتجويع. طالبوا أهلي بفدية قدرها 20 مليون ليرة، ثم خفّضوها إلى 15 مليوناً، لكن عائلتي رفضت في البداية دفعها ظناً أنها قضية اعتقال لدى النظام المخلوع”.
كما أدلى محفوظ محمد محفوظ، قائد مجموعة من 400 عنصر تابعة لـ”جمعية البستان”، بشهادته، مؤكداً مشاركته في معارك في دمشق وريفها، منها داريا والمعضمية ووادي بردى، واعترف بإطلاق قذائف هاون على وادي بردى قبل أن يُنقل إلى “الفرقة الرابعة”.
وفي السياق ذاته، اعترفت المدعوة ميسم يوسف، التابعة لمجموعة “سوار صايمة”، بمشاركتها في عمليات خطف ونهب (تعفيش)، إضافة إلى مشاركتها في معارك في عدة مناطق، من بينها حلب والحجر الأسود والمزة، مؤكدة تورطها في ارتكاب مجازر بحق المدنيين وقتل أربعة أشخاص في منطقة بساتين الرازي.
وخلال فترة سيطرة النظام المخلوع على سوريا بقيادة بشار الأسد، تم تصنيف “جمعية البستان” كجمعية إغاثية، إلا أن الولايات المتحدة الأميركية فرضت عقوبات عليها في عام 2017، باعتبارها داعماً رئيسياً للميليشيات المحلية الموالية للأسد، وكانت تتخذ من منطقة المزة 86 مقراً لها.
وفي السنوات الأخيرة قبل سقوط النظام، انضم عدد كبير من العناصر السوريين من مختلف المناطق إلى الجمعية، نظراً للمبالغ التي كانت تُدفع لهم مقابل القتال في صفوفها.