سيريا مونيتور -دمشق
بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، شدد رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، ستيفان ساكاليان، على ضرورة مواجهة تهديد الذخائر المتفجرة في سوريا، حيث لا تزال الألغام الأرضية والمخلفات المتفجرة تشكل خطراً كبيراً على حياة المدنيين، خصوصاً مع عودة المزيد من النازحين إلى ديارهم بعد سنوات من النزوح.
وأوضح ساكاليان في بيان له، أن الوضع ازداد سوءًا منذ 8 ديسمبر الماضي، حيث تم تسجيل 748 إصابة بسبب الذخائر المتفجرة حتى 25 مارس الماضي، مشيرًا إلى أن أكثر من 500 إصابة حدثت منذ بداية العام 2025 فقط، وهو رقم يفوق إجمالي إصابات العام 2024.
وأكد ساكاليان أن الألغام تسببت في مقتل الأطفال أثناء اللعب في مناطق مثل درعا وحماة، وإصابة النساء خلال جمع الحطب أو الخردة في دير الزور وإدلب، كما تضرر المزارعون في دوما أثناء عملهم في أراضيهم.
وأضاف أن هذا التصاعد في الإصابات يعود إلى المخاطر التي تشكلها المركبات العسكرية المهجورة والتي قد تحتوي على ذخائر ومتفجرات، بالإضافة إلى زيادة خطر وجود الذخائر المهملة في المناطق. وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية دفعت العديد من الأشخاص إلى جمع الخردة المعدنية، بما في ذلك بقايا الأسلحة والمتفجرات، ما يعرض حياتهم للخطر.
ولفت إلى أن أكثر من نصف سكان سوريا يعيشون تحت تهديد الذخائر المتفجرة يومياً، مع تعرض الأطفال بشكل خاص لهذه المخاطر. كما أن الانتشار الواسع للألغام يعيق الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم ويهدد الأمن الغذائي في العديد من المناطق.
ودعا ساكاليان إلى تكثيف جهود التوعية بالمخاطر وتوسيع نطاق إزالة الألغام، بالإضافة إلى ضرورة توفير الموارد المالية والمعدات اللازمة لتنظيف المناطق من الذخائر غير المنفجرة.
كما أشار إلى أن 138 شخصاً من المتضررين من الذخائر المتفجرة قد تلقوا دعماً جسدياً ونفسياً في مراكز الهلال الأحمر، كما تم إحالة 18 شخصاً لتلقي المزيد من الرعاية الطبية. وشدد على ضرورة تعاون جميع الجهات الفاعلة، بما في ذلك السلطات السورية، في مكافحة الألغام وتطوير هيئات وطنية لهذه الغاية.
يُذكر أن الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام في الرابع من أبريل من كل عام، لتسليط الضوء على أهمية الحد من الأضرار التي تسببها الألغام والمخلفات الحربية.
