سيريا مونيتور..
للليوم الثاني على التوالي، استمرت الاحتجاجات في الجنوب السوري رفضاً لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن المنطقة. وشهدت عدة مدن وبلدات مظاهرات واسعة، شارك فيها الأهالي وطلاب المدارس، تعبيراً عن رفض أي تدخل خارجي وتمسكاً بوحدة الأراضي السورية.
بحسب ما أفادت شبكة “السويداء 24″، احتشد المئات في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، مرددين هتافات تؤكد رفضهم للتصريحات الإسرائيلية، مثل: “تربة وطنا ما نبيعا بالذهب”، كما أنشدوا أهازيج وطنية تؤكد على وحدة البلاد. كذلك، خرج طلاب المدارس في ريف القنيطرة الجنوبي بمظاهرة في بلدة الرفيد، بينما رفع المتظاهرون في بلدة خان أرنبة لافتات كتب عليها: “نتنياهو، احلم فالأحلام ما عليها جمارك.. سوريا حرة” و”الجولان عربية.. الجولان لنا”.
في ريف درعا الغربي، خرجت مظاهرات مماثلة في قرية مساكن جلين وبلدة تسيل، حيث رفع المتظاهرون العلم السوري وهتفوا لوحدة الأراضي السورية. كما شهدت ساحة 18 آذار في مدينة درعا وقفة احتجاجية وسط انتشار لعناصر الأمن الداخلي لتأمينها.
وكانت عدة مناطق قد شهدت احتجاجات مماثلة في اليوم السابق، من بينها بلدة خان أرنبة، مدينة القنيطرة، مدينتا نوى وبصرى الشام في درعا، بالإضافة إلى مدينة السويداء. وتأتي هذه المظاهرات استجابة لدعوات أطلقها ناشطون في الجنوب السوري، بينما تستعد الفصائل الكبرى في السويداء لعقد اجتماع طارئ موسع لمناقشة التطورات الأخيرة.
تجدر الإشارة إلى أن تصريحات نتنياهو التي فجّرت هذه الموجة من الغضب تضمنت قوله إن الإطاحة ببشار الأسد لم تكن في صالح إسرائيل، كما طالب بإخلاء الجنوب السوري من القوات العسكرية للنظام الجديد، مشدداً على أن إسرائيل لن تسمح لقوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بالاقتراب من المناطق الواقعة جنوبي دمشق، مع تأكيده على التزام إسرائيل بحماية الدروز في المنطقة.
من جهته، رفض الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد تجمع “أحرار جبل العرب” في السويداء، أي تدخل خارجي في شؤون المحافظة، مؤكداً على تمسكها بالهوية السورية ورفض أي محاولات لتقسيم البلاد أو تغيير تركيبتها السكانية.
يُذكر أن إسرائيل تحتل معظم مساحة هضبة الجولان السورية منذ عام 1967، وفي أعقاب الإطاحة ببشار الأسد، وسّعت نفوذها في المنطقة العازلة مع سوريا، حيث نفّذت غارات جوية استهدفت مواقع ومعدات عسكرية تابعة للجيش السوري.
