بعد سقوط النظام السوري المخلوع في ديسمبر 2024، بدأت فصول جديدة من الجرائم التي ارتكبها هذا النظام تتكشف، مع العثور على المزيد من المقابر الجماعية في أنحاء البلاد. تركت هذه الجرائم أثراً عميقاً في الذاكرة السورية، حيث نفّذ النظام على مدار سنوات الثورة مجازر دموية أودت بحياة آلاف المدنيين بأساليب وحشية.
الثورة السورية وبداية المجازر
منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، واجه النظام الاحتجاجات الشعبية بأقصى درجات العنف، مستهدفاً المدنيين بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية. استخدم النظام ترسانته العسكرية لقمع التظاهرات، مما أدى إلى تصعيد الأوضاع وتحولها إلى نزاع مسلح.
أبرز المجازر التي وثقتها ذاكرة السوريين
1. مجزرة حماة (1982)
في 2 فبراير 1982، طوّق جيش النظام مدينة حماة وقصفها بشكل مكثف قبل اقتحامها. أسفرت المجزرة عن مقتل ما بين 30-40 ألف شخص، بينهم نساء وأطفال، واختفاء نحو 15 ألف آخرين. كانت هذه المجزرة واحدة من أفظع الجرائم في تاريخ سوريا الحديث.
2. مجزرة الحولة (25 مايو 2012)
تعرضت بلدة الحولة في ريف حمص لقصف مكثف أعقبته عمليات إعدام جماعي نفذتها ميليشيات النظام. قُتل في المجزرة 108 أشخاص، بينهم 49 طفلاً و34 امرأة، بحسب الأمم المتحدة، واستخدمت فيها أساليب وحشية شملت السكاكين والتعذيب.
3. الهجوم الكيميائي في الغوطة (21 أغسطس 2013)
شنّ النظام هجمات بالأسلحة الكيميائية على مناطق مأهولة في الغوطة الشرقية والغربية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1119 مدنياً وإصابة الآلاف بحالات اختناق. وثّقت التقارير استخدام صواريخ محملة بغاز السارين لاستهداف المدنيين أثناء نومهم.
4. مجزرة حي التضامن (16 أبريل 2013)
كشف مقطع فيديو مسرب عن جريمة مروعة ارتكبها النظام في حي التضامن بدمشق، حيث أُعدم 41 مدنياً بإطلاق النار عليهم وإلقائهم في حفرة جماعية. تسببت هذه الجريمة في صدمة واسعة عند الكشف عنها عام 2022.
5. مجزرة داريا الكبرى (25 أغسطس 2012)
تعرضت مدينة داريا في ريف دمشق لهجوم عسكري وحصار أدى إلى مقتل ما يقرب من 700 مدني. وُثقت عمليات إعدام ميدانية شملت عائلات بأكملها داخل منازلها.
6. مجزرة البيضا (2 مايو 2013)
شهدت قرية البيضا في بانياس عمليات إعدام ميدانية نفذتها قوات النظام وميليشيات موالية. أسفرت المجزرة عن مقتل 248 شخصاً، معظمهم نساء وأطفال، ووُصفت بأنها عملية تطهير عرقي.
7. مجزرة خان شيخون (4 أبريل 2017)
استهدفت قوات النظام بلدة خان شيخون في ريف إدلب بغاز السارين، مما أدى إلى مقتل حوالي 100 شخص، معظمهم من النساء والأطفال. اعتُبرت المجزرة جريمة حرب وأثارت استنكاراً دولياً واسعاً.
إرث الجرائم وآثارها
تمثل هذه المجازر نماذج صارخة من الجرائم التي ارتكبها النظام السوري المخلوع بحق الشعب السوري. ومع استمرار الكشف عن مقابر جماعية وأدلة جديدة، تظل ذاكرة الألم حاضرة في وجدان السوريين، شاهدةً على سنوات من القمع والعنف.