يفتقر إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن توقيع حركة “حماس” وإسرائيل على اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة إلى التفاصيل، ويترك الكثير من الأسئلة، بما في ذلك الجدول الزمني للاتفاق، والإدارة التي ستتولى إدارة قطاع غزة بعد الحرب، ومصير حركة “حماس”.
ومن جانب آخر، يمثل إتمام الاتفاق بنجاح إنجازاً كبيراً في السياسة الخارجية للرئيس الجمهوري، الذي خاض حملته الانتخابية على أساس إحلال السلام في الصراعات العالمية الكبرى، لكنه واجه صعوبة في تحقيق ذلك بسرعة، سواء في غزة أو في غزو روسيا لأوكرانيا.
الإفراج عن جميع الرهائن مع ضمانات أميركية
ونقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مصادر مطلعة أن الاتفاق جاء بعد أسابيع من المفاوضات السرية التي قادها فريق من إدارة ترامب بمشاركة وسطاء من الدوحة والقاهرة وأنقرة.
ووفق المصادر، تضمنت المرحلة الأولى من الخطة “وقفاً شاملاً لإطلاق النار لمدة 21 يوماً، يتبعه انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من شمال القطاع، وإطلاق جميع الرهائن المدنيين من الجانبين بإشراف دولي”.
وأشار الموقع إلى أن المفاوضات تضمنت “ضمانات أميركية” بعدم استئناف العمليات العسكرية خلال فترة تنفيذ المرحلة الأولى، تمهيداً لبدء مفاوضات سياسية أوسع تهدف إلى “تثبيت هدنة طويلة الأمد” تشمل إعادة إعمار غزة ورفع الحصار تدريجياً.
ووفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، فإن المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمن الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الأحياء مقابل أكثر من ألفي معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية، بينهم مئات المحكومين بالمؤبد.
إطلاق سراح متبادل ووقف لإطلاق النار
وقال مصدر في حركة “حماس” للوكالة إن المرحلة الأولى تشمل “وقفاً شاملاً لإطلاق النار لمدة 21 يوماً”، وانسحاباً جزئياً للقوات الإسرائيلية من شمال القطاع، بالإضافة إلى “إطلاق جميع الرهائن المدنيين من الجانبين تحت إشراف دولي”.
وأوضح المصدر أن إسرائيل ستفرج عن نحو 250 معتقلاً من المحكومين بالمؤبد، و1700 ممن اعتقلوا بعد السابع من تشرين الأول 2023، مشيراً إلى أن الانسحابات الإسرائيلية ستكون “مجدولة زمنياً” وبضمانات أميركية بعدم استئناف العمليات خلال تنفيذ الاتفاق.
مفاوضات نهائية في القاهرة
في سياق ذلك، ذكرت وكالة “رويترز” أن لقاءً يجري في القاهرة بين خليل الحية، القيادي البارز في حركة “حماس”، ورئيس المخابرات المصرية، لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، فيما توقعت مصادر فلسطينية الإعلان الرسمي عنه خلال الساعات المقبلة.
وأكد متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أن عملية إطلاق سراح الرهائن قد تبدأ يوم السبت، بينما رجّح الرئيس الأميركي أن تتم العملية يوم الاثنين المقبل.
من هم أبرز الأسرى الفلسطينيين ضمن الصفقة؟
وكشف مصدر فلسطيني مطّلع أن قائمة الأسرى الذين تطالب “حماس” بإطلاق سراحهم تشمل شخصيات بارزة، أبرزهم القيادي في حركة “فتح”، مروان البرغوثي، والأمين العام لـ “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، أحمد سعدات، وكلاهما يقضيان أحكاماً بالسجن المؤبد أصدرتها دولة الاحتلال.
وأشار المصدر إلى أن إطلاق سراح هؤلاء السجناء كان محظوراً في اتفاقات سابقة، ما يجعل هذه الصفقة “الأكثر حساسية” في تاريخ تبادل الأسرى بين الطرفين.
في الجانب الآخر، تحتجز “حماس” 48 رهينة في غزة، وتعتقد إسرائيل أن نحو 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة، فيما لقي 26 آخرون مصرعهم.
وأكدت مصادر إسرائيلية لشبكة “CNN” الأميركية أن الحركة “قد لا تعرف مواقع جثث بعض القتلى”، أو “قد تكون غير قادرة على انتشالها بسبب الدمار”.
في مقابل ذلك، أكدت “حماس” أنها سلّمت قوائم بأسماء الرهائن المحتجزين والسجناء المطلوب الإفراج عنهم، على أن يتم تسليم الرهائن الأحياء خلال 72 ساعة من موافقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق.
ترامب: دول عربية ستشارك في إعادة إعمار غزة
في سياق ذلك، قال الرئيس الأميركي إن “دولاً أخرى في المنطقة ستساعد في إعادة إعمار غزة”، دون أن يذكر أسماء تلك الدول، مضيفاً أنه “نعتقد أن غزة ستكون مكاناً أكثر أماناً، وستساعدها دول المنطقة لأنها تمتلك ثروات هائلة وترغب في تحقيق السلام”.
وفي تصريحات لشبكة “فوكس نيوز”، أشار ترامب إلى أن إدارته ستُشكّل “مجلس سلام” للإشراف على تنفيذ الاتفاق وضمان استمراره، برئاسته شخصياً، على أن تشرف لجنة فلسطينية “تكنوقراطية غير سياسية” على إدارة القطاع مؤقتاً.
من الجانب الأممي، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن المنظمة الدولية “ستدعم التنفيذ الكامل لاتفاق غزة”، مضيفاً أن الأمم المتحدة “ستعمل على توسيع نطاق المساعدات الإنسانية وتعزيز جهود إعادة الإعمار”.