أصدرت ميليشيا فاطميون، المدعومة من إيران والناشطة في سوريا، فيلماً دعائياً يحاكي بأسلوبه وتقنياته الإصدارات التي كانت تنتجها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
يظهر الفيديو عناصر من الميليشيا وهم يقفون في مسرح تدمر التاريخي، حيث يهتفون ويتوعدون بالوصول إلى القدس إذ قسمت الشاشة إلى نصفين، النصف العلوي يُظهر عناصر فاطميون على المسرح، بينما يُعرض في القسم السفلي تسجيل قديم أصدرته داعش خلال فترة سيطرتها على المسرح نفسه.
هذا الفيلم الدعائي، الذي تداولته عدد من الحسابات المقربة من إيران، يأتي في خلفية من التوترات المتزايدة، حيث قتل قبل أيام علي الحسيني، القيادي في الميليشيا والمسؤول عن حماية مستودعات عياش في دير الزور، خلال الغارات الأميركية التي استهدفت 85 هدفاً للميليشيات التابعة لإيران في سوريا والعراق.
وسائل إعلام مقربة من إيران أكدت أن الحسيني، الذي كان قائد ميليشيا فاطميون في شرقي سوريا وفي حلب سابقاً، ومن الشخصيات البارزة المقربة من “فيلق القدس” وكان مقرباً من قاسم سليماني، قتل في الغارات الجوية الأميركية يوم الجمعة الماضي.
ميليشيا فاطميون، التي انتشرت في شرقي سوريا اعتباراً من عام 2019، لعبت دوراً رئيسياً في القتال ضد داعش وكُلفت بحماية مستودع ذخيرة العياش. وإلى جانب ميليشيا زينبيون، كانت من أبرز الجهات التي استهدفت قاعدة التنف الأميركية في سوريا.
المصادر أفادت بأن المسؤول عن حماية مستودعات عياش في دير الزور قتل مع 4 من العناصر، رغم أن معظم القوات تم إجلاؤها قبل أيام قليلة من الهجوم، إلا أنه بقي عدد قليل منهم لحراسة الموقع والحفاظ عليه.
ميليشيا فاطميون في سوريا
ميليشيا فاطميون، المعروفة رسميًا بلواء فاطميون، هي مجموعة مسلحة تتكون بشكل أساسي من مقاتلين أفغان مقيمين في إيران. تم تأسيس هذه الميليشيا وتدريبها وتمويلها من قبل الحرس الثوري الإيراني، وقد نشطت بشكل أساسي في الحرب السورية، حيث قاتلت إلى جانب قوات النظام السوري ضد مختلف الفصائل المعارضة والجماعات الجهادية مثل تنظيم الدولة (داعش).
لعبت الميليشيا دورًا كبيرًا في العمليات العسكرية الرئيسية التي ساعدت النظام السوري في استعادة السيطرة على أجزاء كبيرة من الأراضي.
يُعتقد أن الدافع وراء تجنيد الأفغان في هذه الميليشيا هو الوعد بالحصول على الجنسية الإيرانية أو الإقامة ومزايا أخرى لهم ولعائلاتهم، بالإضافة إلى الدوافع الدينية والأيديولوجية.
لواء فاطميون، مثله مثل العديد من الميليشيات الأخرى التي تقاتل في سوريا بدعم من إيران، قد واجه اتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك المشاركة في عمليات تطهير عرقي وهجمات ضد المدنيين. تشكل وجودها وأنشطتها في سوريا جزءًا من الجهود الإيرانية الأوسع لتوسيع نفوذها في المنطقة، وهو ما يثير قلق العديد من الدول الإقليمية والقوى العالمية.
على مر السنين، أصبحت ميليشيا فاطميون رمزًا للتدخل الأجنبي في الحرب السورية، وتسلط الضوء على الأبعاد المعقدة للصراع الذي جذب مقاتلين من مختلف أنحاء العالم وتدخلات من قوى إقليمية ودولية.