المُلقَّب بـ “الصندوق الأسود” يفضح معلومات سريّة عن هيئة تحرير الشام

سيريا مونيتور

تتواصل ارتدادات الأزمة الداخلية في هيئة تحرير الشام، بعد أن اهتزت صورتها إثر عدم اكتمال اعتقالها للقيادي البارز المنشق عنها “جهاد عيسى الشيخ” (أبو أحمد زكور) من مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع بين الطرفين، تتمثل بفتح “الداتا السرية” من قبل زكور، ونشر الفضائح المتبادلة بين الجانبين على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويلقّب “زكور” بـ”الصندوق الأسود”، إذ يعتبر من قادة الصف الأول في هيئة تحرير الشام، وعُرف بقربه من زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني منذ أن كانا سويّة في العراق، وقد رسما معاً إلى جانب القيادي الآخر المعتقل “أبو ماريا القحطاني” خطط اختراق مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري واستقطاب فصائله شيئاً فشيئاً.

بدأت ملامح خطط “الجولاني وزكور والقحطاني” لاختراق فصائل الجيش الوطني بالظهور منذ عام 2021، لكنها ومع قرب نهاية العام الجاري بدأت معالم تلك الخطط بالتفكك والتشظي بسبب العداء بين القائمين عليها.

فضح الأسرار.. نقطة اللاعودة

وعند انشقاقه، قال “زكور” في بيان نشره على حسابه في منصة “إكس”، إنّه خرج من “جبهة فتح الشام” (الاسم السابق للهيئة) عام 2017، بسبب “سياسة التخوين والتغلب على فصائل الثورة السورية”، ثم عاد للهيئة وتسلم ملف العلاقات مع الجيش الوطني السوري.

كان من المقرر والمتفق عليه مع “تحرير الشام” حسب بيان “زكور”، إنهاء الخلافات وبناء علاقات جديدة، والعمل على مساعدة الفصائل في رفع السوية العسكرية ونقل الخبرة إليها، والعمل على بناء مشروع تشاركي يشمل الجميع من دون إقصاء أحد.

عقب ذلك بدأت قيادة هيئة تحرير الشام بتغيير السياسة تدريجياً، ويقول “زكور “إن الهيئة خالفت الاتفاق عبر السيطرة والهيمنة وقضم الفصائل وتفكيكها، والسعي إلى السيطرة العسكرية والأمنية والاقتصادية في مناطق الجيش الوطني، والعمل الأمني من خطف وغيره من دون التنسيق مع أي جهة، وتوجيه التهم المعلبة والجاهزة لكل مخالف لنهج قيادة الهيئة وتشويه صورته سواء كان من داخل الهيئة أو خارجها، حسب البيان.

وبعد نجاة “زكور” من الاعتقال، بدأ بنشر صوتيات يبدو فيها غاضباً، كما بدأ الإعلام التابع له بنشر تهم وأسرار من داخل هيئة تحرير الشام، ومنها:

  • زكور اتهم الجولاني بالوقوف وراء تفجير داخل معبر أطمة بعناصر من الجيش الحر في عام 2016 تسبب بمقتل العشرات، وتفجير سيارات مفخخة في الأتارب غربي حلب.
  • اتهم زكور قيادة هيئة تحرير الشام بالعمالة وتجارة المخدرات.
  • اختراق الفصائل السورية.
  • فتح السجون أمام وفود من الاستخبارات الأميركية والبريطانية.
  • ألمح الإعلام التابع لـ زكور إلى مسؤولية تحرير الشام عن خطف القياديين السابقين في الهيئة، عصام الخطيب، وأبو شعيب المصري من مدينة اعزاز.

اتهم الإعلام التابع لـ زكور هيئة تحرير الشام بقتل قادة في جند الأقصى، وقتل ابن القيادي السابق في الهيئة أبو مالك التلي.

وبعد مرور أيام على محاولة اعتقال زكور، نشر الأخير صوتية قال فيها إنه لم يفتري على هيئة تحرير الشام بشيئ مما أورده من تهم، مضيفاً أن في “جعبته الكثير، لكن بعض الأشخاص تكلموا معه وطلبوا منه التهدئة وعدم إخراج الأسرار”، وهو ما قبله زكور.

وأضاف زكور: “إن سرّبتم شيئاً سأسرّب، وإن تكلمتم سأتكلم، وأنا لم أكن مطلوباً أمنياً، ولم أخطط للانقلاب على الجولاني، لقد أصبحتم بالنسبة لي أعداء”.

ومع استمرار الأخذ والردّ بين الجانبين على وسائل التواصل الاجتماعي، تُطرح العديد من التساؤلات عن مصير الأزمة داخل هيئة تحرير الشام، لا سيما أن “زكور” يعد من قادة الصف الأول، وله ثقل من الناحية العشائرية قد يؤهله إلى إعادة بناء قوة عسكرية ضمن مناطق نفوذ الجيش الوطني السوري.

 

 

Read Previous

الجيش التركي يستهدف مقرات ومؤسسات تابعة لميليشيا قسد في الشمال السوري

Read Next

صحة غزة تعلن ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى أكثر من عشرين ألفاً وتسعمئة شهيد

Leave a Reply

Most Popular