النظام السوري في “مأزق” كبير مع إيران: فما هو مشروع إيران “الاستراتيجي” في سوريا؟

أفادت تقارير غربية وإيرانية معارضة، بأن إيران لا تثق برأس النظام السوري بشار الأسد، مبينة أن الأسد غير قادر على  السيطرة على سوريا دون وجود وسيطرة إيران ولا يمكن للأسد طردهم بالقوة.

وحسب تلك التقارير، بغض النظر عن مقدار الدعم العربي الذي يتمتع به، لا يمكن للأسد أن يطلب من إيران مغادرة بلاده طواعية. وأشارت إلى أن ضمان عدم وقوع سوريا في أيدي الأعداء هو أمر وجودي بالنسبة لطهران، حيث أعرب مسؤولون إيرانيون رفيعو المستوى عن هذا الرأي، بينما وصفوا سوريا بأنها “المقاطعة 35 لإيران”. ولفتت إلى أن “الإيرانيين وببساطة لا يثقون بالأسد ليتمكن من السيطرة على البلاد دون وجودهم وسيطرتهم”.

تصريحات إيران جاءت في هذا التوقيت لأن سوريا مهمة للغاية لإيران، فهي الركيزة و الاستراتيجية الرئيسة لوصول إيران إلى البحر المتوسط ، وهذا الأمر ساعد إيران بالدخول إلى سوريا وبناء قواعد ضخمة في سوريا إضافة إلى الاستثمارات الإيرانية في سوريا منذ عام 2011 سواء في الحرب أو اقتصاديا، ومن هنا فإن إيران جاءت إلى سوريا لكي لا تخرج منها وتبقى فيها لتنفيذ مشروعها الاستراتيجي.

ووفقا لمراقبين، فإن الأسد نفسه مدرك تمامًا لهذا الوضع ومن غير المرجح أن يحاول الانفصال عن إيران أو تقويض مصالحها عن طيب خاطر، كما أنه يعلم أن إيران استثمرت الكثير من الدماء والأموال ورأس المال السياسي في سوريا، ولن يكون بالإمكان للأسد طردهم بالقوة.

وحسب القراءة الأولية للواقع  النظام الإيراني الحالي المذري وفوق الصعب اقتصاديا وأمنيا هو أخطر من وضع النظام السوري الحالي، خاصة نحن نشاهد التدهور الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي الصعب، والحرمان الموجود في عموم جغرافية ما تسمى إيران السياسية، إضافة إلى الثورة المستمرة التي أجبرت النظام الإيراني على أن يصبح التقارب الدبلوماسي العربي  الإيراني والعربي مع النظام السوري أكثر انفتاحا، واتخذت الخطوات الأولى لإرجاعه إلى الجامعة العربية.

ويرى مراقبون أنه لا يمكن للأسد أو الدول العربية الاعتماد على روسيا للمساعدة في تآكل نفوذ إيران في سوريا، نظرًا لأن إيران لن تغادر البلاد عن طيب خاطر.

وأكدوا أنه يجب ألا يكون انتصار الأسد في الحرب السورية بمثابة تذكرته للعودة إلى الحظيرة العربية، فقد حقق انتصاره بذبح مئات الآلاف من شعبه بلا رحمة، وبالتالي إعادة العلاقات معه لن يخفف من معاناة السوريين الذين بقوا تحت نظامه، ولن تعود المنفعة النهائية عليه فحسب، بل ستعود على السلطة التي تسيطر عليه وتحتفظ به في القصر الرئاسي ألا وهي إيران.

Read Previous

عنصرية وإذلال وتصفية ممنهجة: الميليشيا الإيرانية تهيمن على جنوب دمشق أما المتطوعين السوريين يقاتلون في البادية السورية

Read Next

صحيفة بريطانية: بشار الأسد “مجرم حرب” حصل على المكافأة بدلاً من العقاب!

Leave a Reply

Most Popular