أقرّ النظام السوري، للمرة الأولى، بعمليات التوغل الإسرائيلية داخل منطقة “فصل القوات” في الجولان المحتلّ، وتنفيذ جيش الاحتلال أعمال حفر وتجريف للأراضي على الحدود السورية بمحافظة القنيطرة. وذلك بعد نفي النظام المتكرر لتلك الأعمال.
جاء ذلك الاعتراف على لسان “مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة” قصي الضحاك، الذي قال في كلمته خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول سوريا، أمس الخميس: “تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي بشن عدوانها على الأراضي السورية من جهة الجولان السوري المحتل، في انتهاك فاضح لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974″، وفق وكالة أنباء النظام (سانا).
وأضاف الضحاك أن القوات الإسرائيلية “أقدمت مؤخراً على حفر خنادق، ورفع سواتر ترابية بمحاذاة خط وقف إطلاق النار في القسمين الشمالي والجنوبي من منطقة الفصل، كما سبق لقيادة قوات الأندوف القيام بتحقيقات بشأن قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بأعمال هندسية تشمل حفر خندق يمتد لمسافة 350 متراً، وبعرض 6 أمتار، وغيرها من الانتهاكات مثل أعمال تجريف الأراضي الزراعية وشق الطرقات”.
وأشار المندوب إلى أن النظام السوري “أبلغ الأمانة العامة للأمم المتحدة بهذه الانتهاكات، كما قامت بعثة مراقبة فض الاشتباك (الأندوف) بتقديم تقرير عنها، واليوم نحذر مرة أخرى من خطورة هذه الأفعال الإسرائيلية العدوانية التي تهدف لخلق واقع جديد في المنطقة”.
وفي تشرين الأول الفائت، رصدت كاميرا “تلفزيون سوريا” توغل دبابات إسرائيلية ترافق آليات شرعت بشق طريق ترابي عسكري في منطقة الجولان داخل الأراضي السورية، وتظهر الصور عمليات تجريف أراض وحفر خنادق في المنطقة المحاذية للسياج الحدودي، بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان.
وظهرت الآليات مصحوبة بقوة عسكرية مؤلفة من ست دبابات من نوع “ميركافا” وجرافتين عسكريتين برفقة عدد من الجنود الإسرائيليين دخلوا الأراضي السورية.
وأوضحت الصور التي نشرها “تلفزيون سوريا” حينذاك، عمل آليات الاحتلال على شق طريق “سوفا 53″، بحسبِ التسميةِ الإسرائيليةِ، بالإضافة إلى حفر الخنادق على طول الطريق المنشأ حديثاً.
ويبلغ عمق الخندق بين 5 أمتار إلى 7 أمتار، ووضعت عليه نقاط مراقبة بحيث تتوزع كل نقطة بمسافة تقدر بكيلومتر واحد على كامل الحدود مع وجود جنود وطرق إمداد وإخلاء عسكري.
من جانبها، نفت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري ذلك التوغل الإسرائيلي. وزعمت صحيفة “الوطن” حينذاك أنه “لا صحة لحدوث توغل إسرائيلي في بلدة كودنة بريف القنيطرة، ولا وجود لأي تحركات إسرائيلية في المنطقة”. واعتبرت أن الحديث عن ذلك “يندرج في إطار الحرب النفسية التي يمارسها العدو”.
وفي وقت لاحق، أفادت الصحيفة المقربة من النظام بأن محافظ القنيطرة، معتز أبو النصر جمران، زار برفقة عدد من الإعلاميين بلدة كودنة، للتأكيد على “عدم وجود أي خرق أو توغل إسرائيلي، وأن الحياة طبيعية”، على حد زعمها.