قال السفير الأميركي الأسبق في سوريا، ثيودور قطوف، إن مصلحة واشنطن في سوريا هي “ألا تتحول إلى دولة فاشلة”، مؤكداً أن الولايات المتحدة لم تقدم وعوداً بشأن دولة كردية أو حتى منطقة تتمتع بحكم ذاتي.
وفي لقاء على محطة “بي بي اس” الأميركية، أوضح قطوف، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في سوريا بين عامي 2001 و2003 خلال إدارة الرئيس الأسبق، جورج دبليو بوش، إن “المصلحة الأولى للولايات المتحدة في سوريا تتلخص في ألا تتحول سوريا إلى دولة فاشلة تماماً، وألا يتمكن تنظيم داعش وغيره من التنظيمات، مثل القاعدة، من تصدير الإرهاب إلى الغرب”.
وأضاف أن “تنظيم الدولة” لا يزال موجوداً في الصحراء السورية، والولايات المتحدة زادت قواتها في سوريا إلى نحو 2000 جندي، وهي تتعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية” بهدف القضاء عليه، فضلاً عن إشراف “قسد” على السجون التي تضم آلاف المقاتلين وعائلاتهم.
وذكر قطوف أنه إذا قرر الرئيس المنتخب، دونالد ترمب، الانسحاب من سوريا بسرعة كبيرة، فيجب أن تقلق الدول الإقليمية والعربية من هذا الأمر، معتبراً أنه “في غياب الزعامة الأميركية قد تتدهور الأمور بسرعة كبيرة”.
وأعرب عن أمله في أن يتمكن مستشارو ترمب من إقناعه بما وصفه “الانسحاب المعتدل”، وألا يكرر خطأ الانسحاب من أفغانستان.
وتعليقاً على تأثير انسحاب الولايات المتحدة على القوات الكردية في شمال شرقي سوريا، أكد الدبلوماسي الأميركي أن الولايات المتحدة “لم تقدم وعوداً للأكراد بشأن دولة مستقلة، أو حتى منطقة تتمتع بالحكم الذاتي”، لكنه قال إنه هناك “التزام أخلاقي فقط”.
ورداً على سؤال حول مصلحة الولايات المتحدة في رفع العقوبات عن سوريا وتشجيع الدول الأخرى، قال قطوف إن مساعدة وزير الخارجية، باربرا ليف، التي زارت سوريا مؤخراً، “وظيفتها كدبلوماسية هي أن تكون إيجابية ومتفائلة، وفي هذه الحالة هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله، لأن أحمد الشرع يدرك أن لديه بلداً في حالة خراب والناس يعانون، وعليه أن يقدم لهم المساعدة”.
وأشار إلى أنه “إذا كان الشرع يريد تعزيز موقف هيئة تحرير الشام في سوريا والقضاء على معارضتها، فيجب أن يكون لدى الناس أمل، وهذا الأمل سيأتي من خلال المجتمع الدولي الذي يقدم المساعدات الإنسانية أولاً، ثم مساعدات إعادة الإعمار، وحتى الدعم في مجال الحوكمة”.
واعتبر السفير الأميركي السابق في دمشق أن أحمد الشرع “شخص ذكي جداً، تعلم الكثير وقطع شوطاً طويلا. لا أقول إنه لا يمكنه أن يغير موقفه، فقد فعل ذلك العديد من القادة”، مؤكداً أنه “لا ينبغي لأحمد الشرع أن يتحدث فحسب، بل يتعين عليه أن يطبق ما يقوله”.