انتصارات الاحتلال تتحول إلى دليل إدانة في محكمة العدل الدولية: هل ستتوقف المجازر في غزة؟

سيريا مونيتور

دعمت جنوب إفريقيا اتهاماتها ضد إسرائيل بأدلة ملموسة من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي قدمتها خلال أولى جلسات قضية “الإبادة الجماعية” المرفوعة ضد دولة الاحتلال في محكمة العدل الدولية.

ورفعت جنوب إفريقيا دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية، في 29 كانون الأول الماضي، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب شرسة منذ أكثر من 3 أشهر.

وبدأت أولى جلسات المحاكمة في إطار هذه القضية، أول أمس الخميس حيث استمع القضاة إلى مرافعات جنوب إفريقيا، وخصص يوم أمس الجمعة للاستماع إلى مرافعة إسرائيل، في جلسات مفتوحة وبثت على الهواء مباشرة.

واستمع قضاة محكمة العدل الدولية إلى طلبات جنوب إفريقيا باتخاذ تدابير مؤقتة، وعرض الفريق القانوني الجنوب إفريقي اتهاماته ضد إسرائيل مع مبرراتها وأدلتها.

وجذبت جلسة المرافعة لفريق المحامين لجنوب إفريقيا انتباه العالم، حيث طالب الفريق القانوني إسرائيل بوقف فوري لعملياتها العسكرية في غزة، مؤكداً أن ذلك هو “الحل الوحيد لتفادي المزيد من الموت والدمار غير اللازم في قطاع غزة”.

وقال فريق المحامين إن “العنف بين إسرائيل وفلسطين لم يبدأ في 7 تشرين الأول 2023، ولكن يتعرض الفلسطينيون للعنف الإسرائيلي منذ 76 عاماً”، موضحاً أن إسرائيل “تقول إن هدفها من العمليات العسكرية هو تدمير حماس، لكن أشهراً من القصف المستمر وتدمير المباني ومنع الغذاء والدواء والاتصالات لا تندرج ضمن تلك المساعي”.

ودعا محكمة العدل الدولية إلى “استخدام سلطتها لمنع المزيد من الأذى للفلسطينيين في غزة”، مشيراً إلى أن “المجتمع الدولي خذل مراراً شعوب رواندا والبوسنة والهرسك والروهينغيا ويستمر في خذلان الفلسطينيين”.

وأوضح الفريق القانوني أن “قطاع غزة تحول إلى معسكر اعتقال ترتكب فيه إبادة جماعية”، مشيراً إلى أن “الإبادة الجماعية ظهرت في مطالبة أعضاء بالكنيست الإسرائيلي بمحو غزة وتسويتها بالأرض، قائلين إنه لا أبرياء في غزة”.

وشدد على أن “الوضع في غزة يتطلب تدخل محكمة العدل الدولية كما فعلت في قضية الروهينغيا”، مؤكداً أن “ما تقوم به إسرائيل في غزة من قصف وتهجير وحرمان من الاحتياجات الأساسية يشير إلى إبادة جماعية متعمدة”.

وأشار الفريق القانوني الجنوب إفريقي إلى أن “معاناة الفلسطينيين لن يوقفها سوى قرار من هذه المحكمة، خصوصاً أنه لا مؤشر لتحمل إسرائيل مسؤوليتها بإعادة إعمار ما دمرته في غزة”.

أدلة ملموسة

وقدم الفريق القانوني مجموعة من الأدلة بما في ذلك صور ومقاطع فيديو توثق دفن جثث انتشلتها فرق الدفاع المدني الفلسطيني في غزة من تحت الأنقاض في مدينة بيت لاهيا، يوم 23 كانون الأول الماضي، داخل مقبرة جماعية أعدت بالقرب من المستشفى الإندونيسي.

ووثقت صور ومقاطع أخرى لحظات دفن جثث عائلة فطائر بشكل جماعي، بسبب عدم بقاء أماكن فارغة في بعض المقابر بغزة، يوم 30 تشرين الأول الماضي.

ومن بين الأدلة التي قدمها الفريق الجنوب إفريقي خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن “شعب العماليق”، بجانب عرض مقطع فيديو يظهر جنوداً إسرائيليين وهم يغنون ويمرحون بهتافات تطالب بـ “إبادة شعب العماليق”.

وأشادت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، فرانشيسكا ألبانيز، بجهود جنوب إفريقيا حيال الدعوى، منتقدة دعم الدول الغربية لإسرائيل.

وأكدت المقررة الأممية أن القضية التي تُحاكم فيها إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية “سوف تُسجل في التاريخ”.

Read Previous

أهالي مدينة “الباب” بريف حلب يتظاهرون ويطلقون “طوفان المحرر” لتحسين الوضع الأمني والمعيشي

Read Next

الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين واستمرار قطع الكهرباء والإنترنت عن قطاع غزة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular