سيريا مونيتور ، دير الزور
أفادت مصادر محلية في ريف دير الزور الشرقي بانسحاب كامل للقوات الأميركية من قاعدتي “العمر” و”كونيكو”، وهما من أبرز مواقع التحالف الدولي في شرق سوريا، وذلك خلال الساعات الماضية. وأتى الانسحاب المفاجئ في ظل تحركات عسكرية متسارعة تشهدها المنطقة، وسط مؤشرات على بدء تنفيذ خطة إعادة انتشار شاملة للقوات الأميركية في البلاد.
وعقب الانسحاب، دفعت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بتعزيزات كبيرة إلى القاعدتين، في مسعى واضح لسد الفراغ العسكري وتثبيت نقاط السيطرة، تحسباً لأي تحركات معادية قد تستغل الانسحاب الأميركي.
التحالف الدولي كان قد بدأ قبل أيام عملية تفكيك تدريجية لمواقعه شرقي سوريا، حيث نقل معدات عسكرية ولوجستية من قاعدة الشدادي بريف الحسكة باتجاه العراق، عبر شاحنات ضخمة. كما نفذ الطيران الحربي الأميركي غارات استهدفت منشآت قرب حقل العمر، بعد بدء عملية الإخلاء.
وفي وقت سابق، رُصد خروج أكثر من 200 آلية عسكرية أميركية من قواعد دير الزور باتجاه الحسكة، في إطار خطة أعلن عنها البنتاغون في نيسان الماضي، تتضمن خفض عديد القوات الأميركية في سوريا إلى ما دون الألف جندي، وإغلاق قواعد تعتبر استراتيجية في مناطق النفط والمعابر الحدودية.
هذا الانسحاب الكامل يعيد رسم خارطة التوازنات في شرق سوريا، ويضع قسد أمام تحديات أمنية وسياسية كبيرة في ظل تهديدات مستمرة من خلايا تنظيم الدولة، وتوسع النفوذ الإيراني في المناطق القريبة من الفرات.
