سيريا مونيتور -حلب
أفادت مصادر في وزارة الدفاع السورية، الأربعاء، بأن الفصائل العسكرية السورية بدأت في تقليص وجودها داخل مدينة عفرين شمال سوريا، وذلك ضمن خطوات تمهيدية لتنفيذ اتفاق تم التوصل إليه مؤخراً بين الإدارة الذاتية الكردية والحكومة السورية في دمشق.
وذكر مسؤول في الوزارة، فضّل عدم الكشف عن اسمه لعدم حصوله على إذن بالتصريح الإعلامي، أن الفصائل خفّضت عدد حواجز التفتيش وانسحبت من عدة مواقع داخل المدينة، في إطار خطة واسعة أعلنتها الحكومة السورية لحل جميع الفصائل العسكرية، بما في ذلك فصائل الجيش الوطني السوري، ودمجها ضمن هيكل الجيش الرسمي الجديد.
كما نقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية أن بقاء الفصائل في المنطقة مؤقت، مع الإشارة إلى أن السلطات تخطط لنقلهم إلى مواقع عسكرية تعرّضت في السابق لغارات جوية إسرائيلية.
وفي السياق ذاته، كشف مصدر كردي مطّلع على المفاوضات أن اتفاقاً أُبرم بين الحكومة السورية و”الإدارة الذاتية” التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) الشهر الماضي، يقضي بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية للإدارة ضمن مؤسسات الدولة الرسمية، مع الالتزام بعودة النازحين وضمان تمثيل أبناء المنطقة في الأجهزة الأمنية والإدارية.
وأكد المصدر أن “قسد” تضغط من أجل أن تكون القوى الأمنية المنتشرة في عفرين من سكانها المحليين، داعياً إلى إشراف دولي على عمليات إعادة النازحين لضمان حقوقهم وسلامتهم، مشيراً إلى استمرار التنسيق مع دول التحالف الدولي بهذا الخصوص.
من جانبه، اعتبر بدران جيا كرد، أحد قياديي الإدارة الذاتية، في منشور له على منصة “إكس”، أن الاتفاق الذي بدأ تنفيذه في مدينة حلب من خلال انسحاب مقاتلين أكراد من حيّين فيها، يمثل المرحلة الأولى من خطة شاملة تهدف إلى عودة آمنة لأهالي عفرين، الذين يُقدّر عددهم بـ320 ألفاً حسب إحصاءات الأمم المتحدة في عام 2018.
تجدر الإشارة إلى أن عفرين كانت قد خضعت لسيطرة الفصائل الموالية لأنقرة منذ عملية “غصن الزيتون” التي أطلقتها تركيا في مارس 2018 بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، والتي أدت إلى إخراج وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة بعد ست سنوات من السيطرة.
