باريس تحتضن اجتماعًا ثلاثيًا سريًا: مفاوضات سورية-إسرائيلية برعاية أميركية وسط تصعيد السويداء

باريس – سيريا مونيتور
كشفت مصادر دبلوماسية متطابقة عن انعقاد اجتماع ثلاثي غير معلن في العاصمة الفرنسية باريس، يجمع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ونظيره الإسرائيلي في الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، بمشاركة الوسيط الأميركي والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، وذلك في تطور لافت على وقع التصعيد الأمني المتفاقم في محافظة السويداء جنوب سوريا.

وبحسب ما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية، فإن اللقاء يأتي في إطار وساطة أميركية نشطة تهدف إلى إعادة فتح قنوات التواصل الأمني بين دمشق وتل أبيب، وسط تزايد الانخراط الدولي في محاولة لاحتواء الانفجار المحتمل في الجنوب السوري.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر دبلوماسي رفيع أن المحادثات ستركز على مستقبل الوضع الأمني في السويداء، حيث أدّت الاشتباكات الأخيرة إلى مقتل وجرح العشرات، وسط حالة من التوتر بين قوى محلية مدعومة من أطراف إقليمية ودولية.

كما أكدت مصادر مطلعة لـ سيريا مونيتور أن باريس اختيرت كموقع محايد لإجراء هذا اللقاء في ظل تحفظ علني من الأطراف المشاركة، مشيرة إلى أن جدول الأعمال يشمل “مقترحًا لمنطقة منزوعة السلاح” جنوب سوريا، مع “وجود إسرائيلي دائم” في بعض النقاط القريبة من خط وقف إطلاق النار 1974، وهو ما ترفضه أطراف داخل دمشق.

تركيا على خط الوساطة؟

في تطور موازٍ، أفادت قناة “العربية” عن عودة الاتصالات الأمنية بين دمشق وتل أبيب برعاية أميركية وتركية، حيث دخلت أنقرة على خط التهدئة، خصوصًا في ما يتعلق بملف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ومستقبل الوجود العلوي والدرزي في المنطقة.

ووفق ذات المصادر، فإن وفدًا إسرائيليًا توجه إلى أذربيجان لاستكمال تفاهمات إقليمية شاملة، يُعتقد أنها تمهّد لصيغة جديدة للتعامل مع الملف السوري بعد انهيار النظام السابق وتحول القوى على الأرض.

اجتماعات متزامنة وتحركات سريعة

من المنتظر أن يلتقي توم باراك وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو صباح الجمعة، في لقاء يعتبر امتدادًا للتحرك الأميركي الجديد في سوريا، والذي يهدف إلى فرض خطوط حمراء جديدة عبر أدوات دبلوماسية وأمنية، بعيدًا عن التصعيد العسكري المباشر.

مستقبل الجنوب على المحك

هذا الاجتماع، الأول من نوعه علنًا بين دمشق وتل أبيب منذ سنوات، يضع الجنوب السوري مجددًا تحت المجهر، وسط أسئلة مفتوحة حول قدرة الوساطة الأميركية – التركية على تحقيق خرق فعلي، وما إذا كانت محافظة السويداء ستتحول إلى بوابة لتسوية أوسع تشمل قضايا الأمن، الأقليات، وملف إيران في سوريا.

Read Previous

 نزوح واسع لعشائر البدو من السويداء إلى درعا بعد تصاعد العنف والاعتداءات

Read Next

مقتل 7 أشخاص وإصابة 100 بانفجار مستودع ذخائر في ريف إدلب

Most Popular