بتعاون بين مارتيني وقاطرجي: البنك “الوطني الإسلامي” يشرّع أبوابه برعاية آل الأسد

سيريا مونيتور

يسدل افتتاح “البنك الوطني الإسلامي” في العاصمة دمشق، أواخر شهر كانون الثاني الفائت، الستار على أحدث شراكات مجموعات أمراء الحرب في سوريا مع “القصر الرئاسي”، والتي تحاول الاستحواذ على ما تبقّى من أموال المجتمع المحافظ، بالتوازي مع خلق قنوات جديدة لنقل وتهريب الأموال الخاصة بـ”الأوليغارشية” السورية الحاكمة.

بعد ثلاث سنوات من حصوله على الترخيص، باشر “البنك الوطني الإسلامي” بتقديم خدماته المصرفية من خلال مقره الرئيسي الكائن في حي المزة أوتوستراد قرب نقابة المهندسين في العاصمة دمشق.

ويخطّط البنك لافتتاح ثلاثة فروع في دمشق موزّعة في المزة أوتوستراد والمزة فيلات شرقية وشارع 29 أيار، وفرعين في حلب، وفرع واحد في كلّ من اللاذقية وحماة وحمص.

ويبلغ عدد الأسهم التي طرحها البنك للاكتتاب 62 مليوناً و500 ألف سهم قيمتها 6 مليارات و250 مليون ليرة سورية تمثل نسبتها 25% من رأسمال “البنك الوطني الإسلامي” بسعر إصدار 100 ليرة سورية للسهم الواحد والحد الأدنى للاكتتاب 5 آلاف سهم والحد الأقصى للاكتتاب بالنسبة للأشخاص الطبيعيين 5% من رأسمال البنك.

ماذا تقول البيانات الرسمية؟

من قراءة قرار الترخيص وجولة في الموقع الرسمي للبنك الجديد، يمكن التوصّل إلى خلاصة تؤكّد وقوف “القصر الرئاسي” وراء تأسيس المصرف بالتعاون مع أمراء الحرب مثل: مجموعة قاطرجي وعائلة مارتيني، وهي عائلة يجري تكريسها منذ فترة قصيرة كجزء من طاقم “الأوليغارشية” الجديدة المقرّبة من القصر.

ينص “القرار رقم 36” بتاريخ 14-4-201 المنشور في الجريدة الرسمية، على ترخيص مصرف إسلامي خاص على شكل شركة مساهمة مغفلة عامة سوريّة باسم “البنك الوطني الإسلامي”، برأسمال قدره 25 مليار ليرة سورية.

وتضم قائمة المساهمين وفق قرار الجريدة الرسمية كلا من: شركة نيوجنرايشن ش.م.ل (هولدينغ) وهي شركة لبنانية قابضة تسهم بنسبة 49% من رأس المال، وشركة الاستثمار للنقل والحلول اللوجستية المحدودة المسؤولية، وهي سوريّة الجنسية، وتسهم بنسبة 1% من رأس المال، وهي شركة تابعة لمجموعة “قاطرجي”، ما يعني أنّ للمجموعة يداً في تأسيس البنك.

وإلى جانب “المصرف الصناعي السوري” الذي يسهم بنسبة 10% من رأس المال، تشمل قائمة المساهمين السوريين من الأشخاص الطبيعيين:

  • عماد غصن، يسهم بنسبة 4% من رأس المال.
  • رصين مارتيني، يسهم بنسبة 3%.
  • مصطفى غزال حموي، يسهم بنسبة 4%.
  • عماد حنا، يسهم بنسبة 4%.

ويعتبر رصين مارتيني أحد الوجود الجديدة المقرّبة من أسماء الأسد، وهو أخ وزير السياحة رامي مارتيني، وشريك مؤسس في شركة “جوليا دومنا ومارتيني للاستثمارات السياحية”، ومدير عام فندق “كورال مارتيني” في حلب.

وفي السنوات السابقة تمكّنت عائلة مارتيني من تمتين علاقات جيدة مع عائلة “الأسد”، وبالتالي يجري الآن استخدام أفراد العائلة في شركات الواجهة التي يديرها “القصر الرئاسي”.

ويرأس مجلس إدارة البنك، د. محمد أنس حمد الله، ويضم مجلس الإدارة: أحمد نور الدين الرضي، عماد الدين حسين غصن، رصين محمد رضوان مارتيني، بينما تتكون هيئة الرقابة الشرعية من أحمد سامر قباني رئيساً، وفريد الخطيب نائباً للرئيس، وعضوية عبد الوهاب الشماع.

ويمكن أن تكون شركة نيوجنرايشن ش.م.ل (هولدينغ) عبارة عن شركة واجهة يتم استخدامها من قبل “القصر الرئاسي” لتلافي العقوبات الغربية وتسهيل إجراءات التعامل مع الشبكة المصرفية اللبنانية.

والشركة مسجّلة بموجب سجل تجاري لبناني بتاريخ 10-8-2015، واللافت هو وجود عائلة غزال حموي (عائلة حلبية هناك معلومات شبه مؤكّدة حول صلة القرابة بينها وبين عائلة قاطرجي) ضمن قائمة المؤسسين والمساهمين في البنك الوطني الإسلامي، وشركة “نيوجنرايشن” اللبنانية الشريك الأكبر في البنك.

هل من دور واضح للنظام السوري؟

يرى مدير البرنامج السوري في “مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية” كرم شعار، أنّ وجود شركة لبنانية ضمن قائمة التأسيس يهدف إلى تحقيق غايتين: الأولى تسهيل وصول البنك للنظام المصرفي اللبناني الذي ما يزال يمتلك قدرة الوصول إلى الأسواق العالمية والنظام المصرفي العالمي بشكل أفضل من النظام المصرفي السوري، بسبب العقوبات الغربية على النظام.

والغاية الثانية، تغطية الملكية من خلال استخدام شركات واجهة للتغطية على الملاك الحقيقيين للبنك، وهذه الوسيلة متعارف عليها بكثرة ضمن عالم رجال الأعمال السوريين المقربين من النظام، حيث يتم اللجوء إلى هذا التحايل لتحقيق أهداف مختلفة مثل تجنب الضرائب التي يمكن أن تفرضها المالية، والتملص من الإتاوات التي يمكن أن تلزمهم بها الجهات الأمنية.

Read Previous

برنامج الأغذية العالمي يحذر من سوء التغذية بين الأطفال والاحتلال يواصل مجازره في قطاع غزة

Read Next

قتلى ومصابين بهجوم مسلح نفّذه مجهولون على مدنيين في ريف حمص الشرقي

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular