بداية عهد جديد في سوريا: تعيين “أحمد الشرع” وإطلاق مرحلة الانتقال السياسي

سيريا مونيتور..

أكد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محمد الصلابي، أن القرارات التي اتخذتها الإدارة السورية الجديدة، وعلى رأسها تعيين أحمد الشرع رئيسًا للبلاد، تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق تطلعات السوريين في الأمن والاستقرار والحرية.

تأييد واسع ودعم إقليمي

في حديث خاص لـ”عربي21″، هنأ الصلابي الشعب السوري على دخول مرحلة جديدة من تاريخه بعد سنوات من التضحيات، مؤكدًا أن السوريين دفعوا ثمن حريتهم غاليًا، ومن حقهم ترجمة ذلك إلى واقع ملموس يضمن لهم حياة كريمة ونظام حكم عادل يحقق سيادة البلاد ووحدتها.

وأشار الصلابي إلى أن الشرع يحظى بقبول واسع، خاصة بعد دوره في إنهاء عقود من الاستبداد في إدلب ثم دمشق، معتبرًا أن اختياره خطوة ضرورية لضمان انتقال آمن للسلطة. كما أشاد بقيادات الفصائل التي تغلبت على المصالح الضيقة ووافقت على الاندماج في مؤسسات الدولة الجديدة.

وثمّن الصلابي الدعم الإقليمي الذي تلقته سوريا خلال هذه المرحلة، مشيدًا بالدور الذي لعبته قطر وتركيا في دعم الشعب السوري، إلى جانب السعودية التي دعمت القيادة الجديدة. كما دعا المجتمع الدولي إلى احترام حق السوريين في بناء دولتهم، وإلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بسبب سياسات النظام السابق.

إجراءات انتقالية واسعة

الأربعاء الماضي، أعلنت الإدارة السورية الجديدة تعيين أحمد الشرع رئيسًا للمرحلة الانتقالية، تزامنًا مع قرارات أخرى شملت:

  • حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق.
  • إلغاء العمل بالدستور السابق.
  • تفكيك مجلس الشعب وحزب البعث الحاكم.

وفي أول خطاب له بعد تولي منصبه، كشف الرئيس أحمد الشرع عن خارطة طريق تتضمن:

  1. تشكيل حكومة انتقالية شاملة تضم جميع مكونات المجتمع السوري، بهدف بناء مؤسسات الدولة الجديدة.
  2. إعلان لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغر، ليملأ الفراغ الدستوري بعد حل مجلس الشعب.
  3. إطلاق مؤتمر للحوار الوطني لإتاحة المجال لمختلف وجهات النظر في صياغة مستقبل البلاد.
  4. إعداد إعلان دستوري يكون بمثابة المرجع القانوني للمرحلة الانتقالية.

أولويات المرحلة المقبلة

أكد الشرع أن أولويات حكومته ستركز على:

  • تحقيق السلم الأهلي، وملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الشعب السوري، عبر عدالة انتقالية حقيقية.
  • توحيد أراضي سوريا تحت سلطة واحدة، وبناء مؤسسات دولة قائمة على العدل والكفاءة.
  • إرساء دعائم اقتصاد قوي يعيد لسوريا مكانتها الإقليمية والدولية، وتحسين الظروف المعيشية.

كما وجه دعوة مفتوحة لجميع السوريين للمشاركة في بناء وطن جديد يحكم بالعدل والشورى.

في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، تمكنت الفصائل السورية من السيطرة على دمشق، منهية أكثر من ستة عقود من حكم حزب البعث و53 عامًا من حكم عائلة الأسد. وبعد يوم واحد، تم تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة مؤقتة.

وفي 29 كانون الثاني/ يناير الجاري، أقر اجتماع موسع للفصائل في قصر الشعب الرئاسي بدمشق تعيين الشرع رئيسًا، إلى جانب قرارات تاريخية أخرى، أبرزها حل المؤسسات المرتبطة بالنظام السابق، ووضع أسس جديدة لسوريا ما بعد الأسد.

Read Previous

تصاعد العنف في السويداء: مقتل “3” مدنيين وإصابة “14” في اشتباكات وانتقام عشوائي

Read Next

القبض على “عاطف نجيب”: المسؤول الأمني المتهم بجرائم ضد أطفال درعا

Most Popular