ونشرت شركة “إيميج سات إنترناشيونال” (ISI) الإسرائيلية، صورا التقطتها الأقمار الصناعية أثناء قصف الطيران الحربي الإسرائيلي لمركز البحوث العلمية أحد أهم المواقع العسكرية للميليشيات الإيرانية في مدينة مصياف فجر أمس.
وتظهر الصور التي نشرتها الشركة على موقع “تويتر”، تدمير أربعة مبان عسكرية يعتقد أنها مواقع لتصنيع الصواريخ وتركيب الرؤوس الحربية للصواريخ، مشيرة إلى أن أحد المباني المستهدفة قد دُمر سابقا وأُعيد بناؤه.
وتعرضت المواقع العسكرية التابعة لميليشيات أسد وإيران بمنطقة مصياف لغارات إسرائيلية مكثفة من الأجواء اللبنانية فجر أمس، وأسفرت عن خسائر كبيرة في المكان ومقتل نحو تسعة عناصر سوريين وإيرانيين وفق مصادر إعلامية.
وادعى نظام أسد التصدي لتلك الغارات وإسقاط جميع الصواريخ الإسرائيلية رغم الخسائر الكبرى التي تحدثت عنها الصفحات المحلية الموالية، فيما اكتفى النظام أيضا بتوجيه شكاوى إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في رده على الغارات.
ومركز البحوث العلمية هو منشأة مخصصة لصناعة الأسلحة الكيماوية وتطوير الأسلحة المتوسطة وطويلة المدى بإشراف إيراني، بحسب وثيقة نشرها موقع BBC” البريطاني قبل عامين، وركزت إسرائيل بشكل لافت على ضرب ذلك المركز لما يشكل من خطورة على حدودها وأمنها القومي في المنطقة.
وتعرض المركز ذاته لاستهداف إسرائيلي متكرر خلال الأشهر والأعوام الماضية، كان آخر تلك الضربات بداية شهر أيار الماضي، بغارات مماثلة من الأجواء اللبنانية وألحقت خسائر في صفوف ميليشيا أسد والميليشيات الإيرانية.
وتصر إسرائيل على منع إيران وميليشياتها من التمدد العسكري في سوريا وخاصة على حدودها، وأكدت مرارا في تصريحاتها الرسمية على خطر إيران ومشاريعها التوسعية، والتأكيد على مطاردة تلك الميليشيات بكل الوسائل المتاحة لإبعادها عن المنطقة، إلى جانب حراك أمريكي متمثل بعقوبات مشددة على طهران.
كما كثفت تل أبيب من إجراءاتها العسكرية والسياسية في الأسابيع والأشهر الماضية، لمواجهة خطر إيران وميليشياتها في المنطقة وبالقرب من حدودها، عبر غارات مكثفة استهدفت مواقع لتلك الميليشيات داخل الأراضي السورية كان آخرها مطلع الشهر الحالي، إلى جانب مطالبة مجلس الأمن الدولي بشكل رسمي بإخراج إيران من سوريا.
وكان رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي قال الأسبوع الماضي في جملة تصريحات حول عمل الجيش الإسرائيلي خلال العام الحالي، إن “التموضع الإيراني في سوريا في حال تباطؤ واضح نتيجة استمرار نشاطات جيش الدفاع، إلا أن الطريق أمامنا ما زالت قائمة لاستكمال الأهداف في هذه الجبهة”.