بضغط روسي.. الميليشيات الإيرانية تخلي مواقعها في مطار تدمر

خالد محمد

تواصل روسيا توسيع نفوذها العسكري والاقتصادي في منطقة تدمر شرقي محافظة حمص، وذلك بهدف تثبيت وجودها وحماية استثماراتها النفطية والغازية على حساب قوى أخرى فاعلة في تلك المنطقة.

في هذا الصدد، قالت مصادر مطّلعة لـ تلفزيون سوريا: إنّ القوات الروسية أجبرت الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني على إخلاء جميع مواقعها داخل مطار تدمر العسكري، كما طلبت منها مغادرة المنطقة باتجاه مطار التيفور العسكري الذي سبق أن انسحبت منه تلك القوات قبل عدّة أيام.

وأضافت المصادر، أنّ “مطار تدمر العسكري أصبح في الوقت الراهن تحت السيطرة الروسية الكاملة، حيث أشرف وفد عسكري على إتمام عملية إخلاء المطار من عناصر ميليشيا (زينبيون) و(فاطميون) الإيرانية، ونقلها للأسلحة والآليات من مستودعات المطار إلى قاعدتها العسكرية في مطار التيفور”.

وأوضحت المصادر، أنّه تمّ خلال الفترة الأخيرة رصد وصول قوات خاصة روسية إلى المنطقة؛ بعضها قدم من مطار التيفور العسكري وترافقها وحدات من فرق الهندسة والاستطلاع الروسية التي دخلت مطار تدمر. في حين استقدمت القوات الروسية معها عشرات العناصر من “الفيلق الخامس” التابع لها إلى المنطقة، وقامت بنشرهم في محيط المطار بغية حراسته من هجمات خلايا تنظيم “الدولة” التي تزايد نشاطها بشكل ملحوظ في المنطقة.

وكانت روسيا عززت وجودها العسكري في مطار تدمر، في أواسط العام الفائت، إذ أنهت أي وجود لقوات النظام داخله، واستعاضت عن ذلك بخبراء عسكريين وإداريين ودوريات من القوات الروسية وذلك بغرض قيادة المنطقة الوسطى والبادية السورية انطلاقاً من المطار، كما استُخدم المطار لإقلاع الطائرات المروحية لمساندة القوات البرية في العمليات العسكرية ضد تنظيم “الدولة”، بغية تأمين الطريق إلى مدينة دير الزور شرقاً وحمص غرباً.

روسيا تعمل على إصلاح وترميم مطار تدمر

تعمل روسيا ومنذ ذلك الحين على إجراء العديد من عمليات الإصلاح والترميم في المطار ليكون بمنزلة قاعدة عسكرية متقدمة لقواتها وسط البادية السورية، كما عملت أيضاً على إعادة تأهيل وتهيئة بنية المطار التحتية والفنية الهندسية ضمن مخطط يناسب التموضع العسكري الجديد لقواتها وليكون صالحاً لاستقبال الطائرات العسكرية والمدنية. بحسب ما أشارت إليه المصادر ذاتها.

وتعود أهمية مطار تدمر العسكري لكونه محصناً بسلسلة جبلية مكونة من جبال “الطار” و”الهيان” التي تجعله محمياً عند عمليات هبوط وإقلاع الطائرات الحربية والمروحية، إضافة إلى قربه من جبهات مهمة انطلاقاً من السخنة شمالاً والقريتين جنوباً، وتوسطه الطريق ما بين محافظتي حمص ودير الزور.

أهمية تدمر الاقتصادية بالنسبة لروسيا

تحظى مدينة تدمر ومحيطها بأهمية اقتصادية كبيرة لروسيا، حيث وقعت شركات روسية عقوداً طويلة الأمد في مجالي النفط والغاز في الحقول التي لا تزال بحوزة النظام في المنطقة، كذلك وقعت اتفاقيات لترميم وتطوير المنشآت النفطية، فضلاً عن عقود مماثلة لتنفيذ مشاريع لتوليد الطاقة واستخراج الثروات المعدنية، واستخراج الفوسفات من المنطقة الشرقية الواقعة جنوبي مدينة تدمر.

وتعقيباً على ذلك ترى المصادر ذاتها، أنّ الأهداف الروسية لم تتوقف عند القطاعات العسكرية والاقتصادية فحسب، بل امتدت أيضاً لتشمل استثمار المطار للأغراض المدنية والسياحية، إذ شرع خبراء روس وتحت حماية من القوات الخاصة الروسية بعمليات البحث والتنقيب عن الآثار في منطقة تدمر الأثرية التي تعد واحدةً من أهم المواقع السياحية في سوريا، مستغلة في ذلك تأثيرها وهيمنتها الكبيرة على القرار السياسي في البلاد، فضلاً عن وجود بعض البنى التحتية للسياحة في تدمر، مثل فندق “بالميرا”.

تلفزيون سوريا

Read Previous

الدفاع التركية: حبوب صوامع شركراك وزعت على أهالي المنطقة

Read Next

سفينة “نوفوتشيركاسك” الحربية الروسية في طريقها إلى طرطوس

Leave a Reply

Most Popular