رفعت الولايات المتحدة الحظر عن نشر أو جمع صور عالية الدقة لإسرائيل أو الأراضي التي تحتلها عبر الأقمار الصناعية، بعد 24 عاماً من قانون ” Kyl Bingaman” الذي يشترط موافقة واشنطن لنشر صور دقيقة من إسرائيل.
قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، لأول مرة ومنذ الثلاثاء الماضي، 26 من تشرين الأول/أكتوبر، بات بإمكان أي شخص يتصفح الشبكة العنكبوتية فتح متصفحه على الإنترنيت ومشاهدة صور بدقة عالية “غير مسبوقة” وبالمجان للمنشآت الإسرائيلية السرية.
وأوضحت الصحيفة، يأتي ذلك بعد التحديث الذي أجرته شركة الخرائط ” MapBox” لنظام التصوير عبر الأقمار الصناعية في إسرائيل، مع دخول قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي ينص على السماح بزيادة دقة الأقمار الصناعية الإسرائيلية حيز التنفيذ.
وتحولت دقة الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية لإسرائيل من 2.0 إلى 4.0 (أي أصبح كل بيكسل يعرض نصف متر بعد أن كان مترين).
التحديث الأميركي الجديد هو تعديل لقانون “Kyl Bingaman”، الذي سنته واشنطن في عام 1997 بضغط إسرائيلي، يحظر على السلطات الأميركية منح ترخيص لجمع أو نشر صور الأقمار الصناعية عالية الدقة لإسرائيل والأراضي التي تحتلها، إلا بموافقة السلطة الفيدرالية، والتي تشترط ألا يتجاوز مستوى دقة الصور عن تلك المتاحة من مصادر تجارية غير أميركية.
وقانون ” Kyl Bingaman” هو السبب في عدم وضوح صور الأقمار الصناعية للمواقع والمحليات في إسرائيل، التي تظهر على خرائط Maps Google مموهة.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن الرقابة العسكرية وافقت على إتاحة هذه الخاصية الرقمية رغم أنها قد تنطوي على مخاطر أمنية كبيرة، لأنها تسمح لأي شخص برؤية القواعد العسكرية والمنشآت السرية، مثل مفاعل ديمونة النووي أو القواعد الجوية والطائرات الحربية وهي على مدارجها.
وأشارت الصحيفة أن إسرائيل باتت مكشوفة أكثر مما كان قبل عبر تصفح موقع ” MapBox”، بينما لا تزال جودة صور الأقمار الصناعية الإسرائيلية في ” Google Earth” أقل بكثير مما هي عليه في البلدان الأخرى.
ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن مدير برنامج “مابات” (الخرائط) الفضائي في وزارة الدفاع، أمنون هراري، إن إسرائيل كانت مترددة إزاء هذه التحديثات، وأضاف “من الأفضل أن تبقى صور إسرائيل مموهة وليست واضحة”.
وتخشى إسرائيل أن يستخدم أعضاء حزب الله وحماس صور الأقمار الصناعية عالية الدقة لتنفيذ هجمات ضد التجمعات المدنية والبنية التحتية العسكرية، بحسب “يديعوت أحرونوت”.
