وصل وفد سويدي رفيع المستوى إلى مناطق شرق سوريا بهدف لقاء مسؤولين في ميليشيا “قسد”، بعد أيام على مشادة كلامية بين وزير خارجية تركيا والسويد التي طالبت بانسحاب القوات التركية من سوريا.
وبحسب وكالة “هاوار” التابعة لميليشيا “قسد”، فإن وفدا من وزارة الخارجية السويدية وصل عبر معبر سيمالكا الحدودي إلى مناطق شرق سوريا، اليوم السبت، بهدف إجراء لقاءات مع مسؤولين في ميليشيا “قسد”.
وأشارت الوكالة إلى أن الوفد السويدي التقي بمسؤولين بما يسمى “الإدارة الذاتية” الممثلة لـ”قسد” في مدينة القامشلي، ومن المقرر أن يعقد الطرفان سلسلة اجتماعات في المنطقة، بحسب تعبيرها.
وتأتي الزيارة بعد أيام على مشادة كلامية حصلت خلال مؤتمر صحفي بين وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو ونظيرته السويدية آن ليندي بسبب توجيه الأخيرة تحذيرا لتركيا للانسحاب من سوريا.
وقالت ليندي “نحن نعلم بالتحديات التي تواجهها تركيا في المنطقة، لكن يظل موقف الاتحاد الأوروبي واضحاً بشأن حث تركيا على الانسحاب من شمال شرق سوريا”.
ورد جاويش أوغلو على نظيرته ليندي بقوله، “لا يمكن استخدام مثل هذه الكلمة في الدبلوماسية، فهذه نظرة فوقية وليست صحيحة.. يمكنك القول ندعو تركيا بدلاً من نحذرها”.
وأضاف الوزير التركي، “نحن لا نريد تقسيم سوريا، لكنكم تقولون لتركيا انسحبي، كي تدعموا منظمة بي كا كا الإرهابية التي تريد تقسيم سوريا.. هل هذا الأمر موجود في القانون الدولي؟ وفق تعبيره.
وردت الوزيرة السويدية على حديث نظيرها التركي بالقول “أنا ضيفتك. لن أجري مجادلة هنا”.
وتدعم السويد مع دول أوروبية أخرى، ميليشيا “قسد” عبر دعم لوجستي وعسكري وسياسي مقدم للميليشيا المتهمة بالسعي وراء إنشاء حكم انفصالي في منطقة شمال شرق سوريا، الأمر الذي ترفضه تركيا بشدة وفق التصريحات الرسمية للمسؤولين الأتراك.
وتكررت الزيارات الأوروبية وخاصة السويدية إلى مناطق “قسد” في الأعوام الماضية، لكنها ازدادت في الأسابيع الأخيرة تزامنا مع إصرار أنقرة على استكمال عملياتها العسكرية في مناطق شرق الفرات، بهدف حماية أمنها القومي من خطر ميليشيا “قسد” وإبعادها عن حدودها.
وترفض تركيا الدعم الأوروبي المقدم لميليشيا “قسد” باعتبارها مصنفة كمنظمة “إرهابية”، وترى أنقرة أن ذلك الدعم يتنافى مع التصريحات الدولية والأوروبية الرافضة لسياسة التقسيم في سوريا.