تأسيس “ضاحية جنوبية” جديدة في سوريا: ما الذي تهدف إليه الميليشيات الإيرانية من شراء العقارات والسيطرة العسكرية في جنوب دمشق؟

اتخذت إيران من مسألة “الدفاع عن مزار السيدة زينب” جنوب دمشق الذي يؤمه آلاف الزوار “الشيعة” من إيران حجة لجذب المسلحين منها ومن أصقاع العالم إلى سوريا، إلى أن أصبحت تنتشر في سوريا ميليشيات إيرانية ومحلية وأجنبية تابعة لطهران، لتشكيل “ضاحية جنوبية” شبيهة بتلك الموجودة في بيروت؛ لكن روسيا سعت بكل قوتها إلى عدم السماح بذلك.

وسيطرت النظام  على  جنوب دمشق في صيف 2018، من خلال اتفاق “مصالحة” برعاية روسية، أفضى إلى تهجير مقاتلي فصائل المعارضة المسلحة الرافضين للمصالحة وعوائلهم إلى شمال سوريا، بعد سيطرتها على “حجيرة”.

وخلال سنوات الحرب انتشر في “السيدة زينب” و”حجيرة”  كثير من الميليشيات الإيرانية وميليشيات أخرى تتبع طهران، وبات انتشار عناصرها بالزي العسكري يشاهد بشكل واضح وكثيف في عموم شوارع المنطقة والبلدة. لكن في السنوات القليلة الماضية، ومع تكثيف إسرائيل من ضرباتها على مواقع عسكرية إيرانية داخل سوريا، خصوصاً في ريف دمشق الجنوبي، تراجع إلى حد كبير ظهور عناصر إيران والميليشيات التابعة لها بالزي العسكري في عموم شوارع المنطقة والبلدة.

لكن المشهد حالياً مختلف جذرياً في “حجيرة” إذ اختفى كلياً مشهد عناصر الميليشيات الإيرانية المرتدية الزي العسكري من شوارع البلدة، وكذلك مشهد عناصر الميليشيات الأخرى التابعة، إذ يقتصر الانتشار بالزي العسكري على عدد قليل من العناصر على حاجز وضع على طريق بلدة “ببيلا” قبل نحو 50 متراً من بداية الحدود الإدارية لبلدة “حجيرة” بينما وُضع ساتر ترابي ضخم عند مدخل الأخيرة لمنع دخول السيارات، وخلفه حاجز آخر، يقف عليه أيضاً عدد قليل من العناصر يدققون بالداخلين سيراً على الأقدام وعلى الدراجات النارية والهوائية إلى البلدة.

ويعتقد أن تلك العناصر تتبع أجهزة الأمن بالنظام، وهو ما بدا واضحاً من لهجتهم في الحديث مع الناس، كما تقتصر الأعلام والصور المثبتة  على علم النظام  وصور بشار الأسد.

وبعد وضع يافطات دعائية لـ “المجمع الثقافي – الرياضي – الترفيهي” الذي تشرف عليه طهران في شوارع “حجيرة”.

المشهد العام السابق في “حجيرة” وإن كان يوحي بتراجع نفوذ وسيطرة ميليشيات إيران والميليشيات الأخرى التابعة لها في البلدة، فإن الواقع بعكس ذلك، مصادر في المنطقة، أكدت أن “عناصر تلك الميليشيات ما زالوا موجودين، ولكنهم باتوا لا يظهرون في الشوارع بالزي العسكري”.

ولفتت إلى أن “البلدة تشهد تزايداً في عمليات شراء العقارات، من قبل سماسرة يقومون بها لحساب إيرانيين وزعماء ميليشيات في المنطقة، لأن أغلب العقارات السكنية التي يتم شراؤها يقطنها مباشرة عناصر من تلك الميليشيات”.

وأضافت: “في الحقيقة ما يجري في المنطقة هو تزايد للتواجد العسكري لإيران وميليشياتها، وليس تراجعاً”.

وتفيد معلومات، أنه في كل فترة تأتي مواكب سيارات “دفع رباعي” زجاجها أسود داكن (فيمي) يمنع رؤية من في داخلها، إلى منطقة تقع شمال “المجمع الثقافي” يعتقد أنها معسكر أقامته إيران منذ سنوات. وتشير معلومات أهالي المنطقة إلى أن تلك السيارات تختفي بمجرد دخولها، وسط تخمينات بنزولها إلى مقرات مقامة تحت الأرض.

Read Previous

تقرير “لوموند” الفرنسية: جيش الظل التابع للنظام السوري متورط بارتكاب جرائم ضد الشعب تستوجب العقوبات الدولية!

Read Next

تقرير اليونيسيف: اختفاء أكثر من 300 طفلاً سورياً من المهاجرين إلى أوروبا منذ بداية العام

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular