أكد مكتب التوثيق في “تجمع أحرار حوران” احتجاز أكثر من 100 طالب لجوء سوري، من محافظة درعا في السجون الليبية، والذين اعتقلوا من قبل السلطات الليبية خلال فترات متلاحقة خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا انطلاقاً من السواحل الليبية.
وكانت السلطات الليبية قد قبضت على ما يقارب 800 شاب سوري خلال الأشهر الأربعة الماضية، في أثناء محاولاتهم العبور إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط انطلاقاً من ليبيا، واقتيدوا إلى عدة مراكز احتجاز في العاصمة الليبية طرابلس، وهي سجن “الزاوية” و”أبو سليم” و”غوط الشمال” و”عين زاره”.
مقتل شاب سوري تحت التعذيب في سجن ليبي
كما وثق تجمع أحرار حوران، بتاريخ 8 آب الجاري وفاة الشاب محمد يوسف بركات، من مدينة نوى في ريف درعا في سجن الزاوية في ليبيا، بعد اعتقاله من قبل خفر السواحل الليبي أواخر شهر تموز الفائت.
وأكد شهود عيان لتجمع أحرار حوران، أن بركات تعرض لتعذيب شديد من حراس السجن، الذين رفضوا طلب طبيب لإسعافه، واكتفوا بإخراجه من السجن ليلاً وتركوه على الأرض حتى توفي.
كما استطاع التجمّع، توثيق إصابة شاب من مدينة درعا بفقدانه للبصر، نتيجة تعرضه للضرب المتكرر على رأسه من قبل الحراس في سجن غوط الشعال.
وتمكن التجمّع من التواصل مع العديد من المحتجزين السوريين من طالبي اللجوء في عدة سجون ليبية، وأكدوا أنهم يعانون من أوضاع إنسانية صعبة للغاية، وخاصة الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة من ضحايا الحرب في سوريا.
600 – 1500 دولار مقابل إطلاق سراح المعتقل
وأكد العديد من المحتجزين ممن تواصل معهم التجمّع، أن عمليات الإفراج عن المحتجزين تجري مقابل دفع مبالغ مالية تتراوح ما بين 600 – 1500 دولار أميركي عن المحتجز الواحد، وذلك حسب كل سجن والمسؤولين عنه.
وقال التجمع إن هناك قلقا كبيرا من تصاعد الانتهاكات والمعاملة القاسية التي يتعرض لها طالبو اللجوء السوريون في ليبيا، في ظل عدم تدخل السلطات الليبية ومراقبتها لمراكز احتجاز اللاجئين وطالبي اللجوء.
وكان “المرصد الأورومتوسطي” قد دان الممارسات التي ترتكبها السلطات الليبية بحق طالبي اللجوء السوريين المحتجزين في السجون الليبية، داعياً إلى إجراء تدخل فوري لإيقاف الممارسات والتجاوزات المهينة لكرامتهم.
وأعرب المرصد، في تقرير له، عن استنكاره للظروف غير الإنسانية التي يعيشها المحتجزون في السجون من ضرب وإهانة، منذ لحظة اعتراض القوارب التي يعبرون بها من قبل خفر السواحل الليبي وحتى اقتيادهم إلى مراكز الاحتجاز.