سيريا مونيتور..
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن قرار بتجميد معظم برامج المساعدات الخارجية الحالية، بالإضافة إلى تعليق المساعدات الجديدة بشكل مؤقت. القرار جاء بعد إصدار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لأمر تنفيذي يقضي بتعليق المساعدات لمدة 90 يوما بغرض مراجعتها.
وفقًا لمذكرة داخلية أرسلها وزير الخارجية ماركو روبيو إلى السفارات والبعثات الأمريكية، فإن الإدارة الأمريكية ستقوم بمراجعة شاملة لجميع برامج المساعدات خلال فترة 85 يومًا. وستتم مراجعة كل برنامج أو منحة للتأكد من توافقها مع أهداف السياسة الخارجية لإدارة ترامب. بعد هذه المراجعة، ستتخذ الإدارة قرارات بشأن استئناف التمويل أو تعديل البرامج أو إنهائها.
وأشار روبيو في المذكرة إلى أن كل دولار يتم إنفاقه يجب أن يجيب على ثلاثة أسئلة أساسية: هل يساهم في تعزيز أمن الولايات المتحدة؟ هل يقوي مكانتها؟ وهل يساهم في ازدهارها؟ ولكن هذا القرار لا يشمل المساعدات الغذائية الطارئة، أو التمويل العسكري المخصص لدول مثل إسرائيل ومصر، وفقاً لتقرير “بي بي سي”.
لكن المذكرة لم توضح موقف الدول الأخرى التي تتلقى تمويلًا عسكريًا أمريكيًا، مثل أوكرانيا وتايوان، مما يثير تساؤلات حول تأثير القرار على تلك الدول.
القرار يأتي في وقت تعد فيه الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات الخارجية في العالم. في عام 2023، وصل إجمالي المساعدات الأمريكية إلى 68 مليار دولار. هذا القرار يشمل معظم أنواع المساعدات، بما في ذلك المساعدات التنموية والعسكرية، ومشاريع الصحة العالمية، وتوزيع المياه النظيفة، وإزالة الألغام.
خبراء ومسؤولون أشاروا إلى أن هذا التجميد قد يسبب أزمة في برامج المساعدات الإنسانية والتنموية في مختلف أنحاء العالم. ديف هاردن، المدير السابق لبعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الشرق الأوسط، وصف القرار بأنه غير مسبوق، موضحًا أنه قد يؤدي إلى توقف برامج حيوية مثل مشاريع المياه والصرف الصحي والمأوى. وأكد هاردن أن هذا القرار يشمل أيضًا العقود الممولة مسبقًا، مما يوسع تأثيره ليشمل كافة المساعدات تقريبًا.
في السياق نفسه، ذكر تقرير من شبكة “سي إن إن” أن القرار أثار حالة من القلق والذعر بين المنظمات الإنسانية والدول المستفيدة من المساعدات، مشيرًا إلى أن هذا القرار يعكس تحولًا كبيرًا في سياسة المساعدات الأمريكية.
