سيريا مونيتور..
شهدت منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي تحركات جديدة للقوات الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تضمنت هذه التحركات إنشاء بنية تحتية وتعزيز الوجود العسكري في المنطقة.
وفقًا لشبكة “درعا 24” الإخبارية المحلية، قامت القوات الإسرائيلية بتركيب أعمدة كهرباء على الطريق المؤدي إلى ثكنة الجزيرة الواقعة قرب قرية معرية، وذلك بالتزامن مع شق طريق جديد يصل الشريط الحدودي بهذه الثكنة. هذه التحركات تزامنت مع تمركز قوات إسرائيلية داخل الثكنة، مما يشير إلى نية إسرائيلية لتثبيت وجودها العسكري في المنطقة.
الأهمية الاستراتيجية لحوض اليرموك
تعد منطقة حوض اليرموك من المواقع الجغرافية الحيوية في ريف محافظة درعا الغربي، حيث تقع عند الحدود الثلاثية بين سوريا، الأردن، والجولان المحتل. تتميز المنطقة بتضاريسها الجبلية التي تمنحها مزايا دفاعية طبيعية، بالإضافة إلى مواردها الزراعية والمائية المهمة مثل نهر اليرموك، الذي يُعد شريانًا رئيسيًا للري والزراعة في الجنوب السوري. كما أن قرب المنطقة من الحدود الأردنية يعزز دورها في التبادل التجاري الإقليمي.
على مدار سنوات الصراع السوري، شهدت المنطقة تنافسًا بين الفصائل المحلية والإقليمية بسبب موقعها الحيوي ودورها الاستراتيجي، خاصة بعد سيطرة الفصائل المسلحة عليها لفترات طويلة.
التحركات الإسرائيلية بعد سقوط النظام
عقب سقوط نظام بشار الأسد المخلوع في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، كثفت القوات الإسرائيلية عملياتها في الداخل السوري. وشملت هذه العمليات استهداف المواقع العسكرية السورية والتوسع في الأراضي باتجاه العاصمة دمشق.
بحسب تقرير لوكالة “الأناضول”، توغلت قوة إسرائيلية قوامها 30 جنديًا مدعومة بثلاث دبابات وثلاث جرافات، باتجاه منطقة بدعا الواقعة على بعد 20 كيلومترًا تقريبًا من مطار المزة العسكري. هذه التحركات وضعت القوات الإسرائيلية على مشارف العاصمة دمشق، بالقرب من الحدود السورية اللبنانية وجبل الشيخ.
يرى مراقبون أن هذه التحركات تشير إلى نوايا إسرائيلية لتعزيز نفوذها على طول الحدود السورية، في ظل تزايد التوتر الإقليمي والاهتمام الدولي بالمنطقة. كما تؤكد الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة سعيها لاستغلال الوضع الجيوسياسي لترسيخ وجودها وتأمين مصالحها العسكرية والاقتصادية.