خاص – سيريا مونيتور-نادر دبو
في تطور ميداني يُنذر بتصعيد محتمل على الجبهة الجنوبية، شهد ريف القنيطرة الشمالي صباح اليوم الجمعة تحركات عسكرية إسرائيلية غير مسبوقة، شملت إغلاق طرق استراتيجية، وانتشاراً مكثفاً على محاور عدة، إضافة إلى توغل محدود باتجاه منطقة التلول الحمر، ما أعاد التوتر إلى واجهة المشهد الحدودي الهادئ نسبياً في الايام الاخيرة
منذ ساعات الفجر، بدأت القوات الإسرائيلية بنصب حاجز عسكري على طريق طرنجة – حضر، ضم عدداً من العربات العسكرية وأكثر من عشرين جندياً، وقام بمنع حركة المدنيين بما في ذلك المزارعين ومربي المواشي، بحسب ما أفاد به مصدر محلي من أهالي طرنجة لـ سيريا مونيتور.
الإجراء نفسه طال طريق حضر – حرفا المؤدي إلى ريف دمشق، حيث انتشرت الدوريات الإسرائيلية بطول الطريق، وأبلغت العائدين من سائقين ومواطنين أن الإغلاق سيستمر حتى صباح يوم السبت، دون توضيح الأسباب.
طائرات وأسلحة مشاة.. توتر في الجو وعلى الأرض
تزامن ذلك مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والطائرات المسيّرة الإسرائيلية فوق بلدات طرنجة، حضر، بيت جن، ومزارع الأمل، ما أثار استنفاراً بين السكان المحليين، خصوصاً بعد إطلاق نار عشوائي من قبل القوات الإسرائيلية في محيط طرنجة باتجاه أراضي مزارع الأمل. لم تُسجل إصابات، إلا أن التصرف أثار الذعر وأدى إلى حالة من الشلل في الحركة اليومية.
التحرك الأبرز تمثّل في توغل عسكري إسرائيلي باتجاه منطقة التلول الحمر، الواقعة بين بيت جن وحضر. شاركت في العملية خمس دبابات ميركافا، وعدد من عربات الهمر المصفحة، ترافقها دراجات نارية جبلية، إلى جانب انتشار نحو 80 جندياً من المشاة المدججين بالسلاح.
بحسب متابعين ميدانيين، فإن هذا التوغل يُعد الأكبر منذ سقوط النظام في تلك المنطقة، ويعكس استعدادًا لسيناريو عسكري أوسع، أو اختبارًا ميدانيًا للردود من الجهة السورية.
لم تُعرف بعد الأسباب الرسمية أو المعلنة من الجانب الإسرائيلي، لكن التقديرات الأولية تشير إلى احتمال وجود أهداف استطلاعية أو عمليات تمشيط في العمق القريب من الخط الفاصل. كما لا يُستبعد أن تكون التحركات مرتبطة بتوترات إقليمية أوسع، أو بمعلومات استخبارية دفعت نحو الانتشار في هذه النقاط الحساسة.
كما دعت الجهات المحلية الأهالي في حضر، طرنجة، مزارع الأمل، وبيت جن إلى توخي أقصى درجات الحيطة، وعدم الاقتراب من الطرق المغلقة أو مناطق التماس المباشر، بانتظار اتضاح الصورة خلال الساعات القادمة.