سيريا مونيتور -دمشق
في خطوة مثيرة للجدل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ترشيح إيلي شرفيت لرئاسة جهاز الأمن الداخلي “الشاباك”، ثم عاد وتراجع عن القرار خلال 24 ساعة فقط، ما أثار انتقادات واسعة وسلط الضوء على حالة التخبط داخل الحكومة.
وفي تقرير نشرته صحيفة كاونتر بانش، رُبطت هذه الحادثة بحالة عامة من الفوضى وانعدام الاتساق في قرارات نتنياهو، والتي تعكس غياب رؤية استراتيجية واضحة في أعلى مستويات الحكم.
وأشار التقرير إلى أن هذا التراجع المفاجئ يكشف هشاشة موقع نتنياهو السياسي، وتبعيته لضغوط متعدّدة، من شركائه المتطرفين في الحكومة، ومن قوى دولية وحتى من زوجته سارة، وفقاً لما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة أن الحادثة الأخيرة عمّقت فقدان الثقة الشعبي بالقيادة السياسية، خصوصًا في ظل فشل الحكومة في منع هجمات 7 أكتوبر، وعجزها عن تحقيق أي أهداف حاسمة في الحرب المستمرة ضد غزة، والتي تحولت إلى كارثة إنسانية راح ضحيتها أكثر من 15 ألف طفل وآلاف المدنيين.
وذكر التقرير أن نتنياهو لا يتصرف انطلاقًا من المصلحة الوطنية، بل يواصل استخدام الحرب كوسيلة للبقاء في السلطة، رغم اتساع رقعة المعارضة الشعبية، وتزايد الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة أو استقالته.
وأضاف أن فضيحة “الشاباك” تمثّل أحد أبرز تجليات الفساد وسوء التقدير داخل أروقة الحكم، وأن إقالة رئيس الجهاز الأمني رونين بار في آذار/مارس كسرت أحد المحرمات السياسية في إسرائيل، وأثارت مخاوف من تدخل المؤسسة الأمنية في الصراعات السياسية، خصوصًا مع تلويح الرئيس السابق للجهاز نداف أرغمان بكشف معلومات حساسة.
كما حذر التقرير من أن التغييرات في جهاز “الشاباك” – الذي يُعد ركيزة أساسية في منظومة الأمن القومي – قد تؤدي إلى تداعيات كارثية، خصوصاً في ظل الفشل الاستخباراتي خلال هجمات 7 أكتوبر، وتصاعد التوترات بين الحكومة والجيش، وتنامي محاولات اليمين للهيمنة على مؤسسات الدولة.
وبين التقرير أن إلغاء تعيين إيلي شرفيت جاء نتيجة ضغوط أميركية، خاصةً بعد أن انتقد في وقت سابق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ما زاد التكهنات حول خضوع نتنياهو لتأثيرات خارجية، ومحاولاته كسب ود إدارة ترامب لضمان الدعم لحربه على غزة.
واختتمت الصحيفة بالقول إن سياسات نتنياهو الحربية لا تنبع من رؤية واضحة أو أهداف وطنية، بل من هاجس بقاءه السياسي، ولو على حساب وحدة المجتمع الإسرائيلي واستقرار مؤسسات الدولة.