لاقى قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي المُقال يوآف غالانت، اليوم الخميس، ترحيبا فلسطينياً ودولياً واسعاً، وسط رفض أميركي وغضب إسرائيلي، حكومة ومعارضة، التي وصفت القرار بـ “اليوم الأسود”.
وأعلنت العديد من الدول وخاصة الأوروبية والاتحاد الأوروبي وتركيا وكولومبيا وأيرلندا والأردن والعراق والجزائر والرئاسة والفصائل الفلسطينية ومسؤولين أمميين تأييد القرار، حتى ساعة نشر هذا التقرير.
علاوة على ذلك، أعلنت هولندا التزامها باعتقال نتنياهو إذا دخل أراضيهما.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.
وأعلنت المحكمة قرار الاعتقال، في بيان رسمي، نشرته على موقعها الإلكتروني الرسمي، وشاركته عبر حسابها الموثق في منصة “إكس”.
ووفقاً لإعلان المحكمة، الذي يشير إلى الفترة ما بين 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و20 أيار/مايو ا2024، فإن هناك أساسا معقولاً لارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
قالت المحكمة، إن الغرفة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية أصدرت، في تشكيلتها فيما يتعلق بالوضع في دولة فلسطين، بالإجماع قرارين يقضيان برفض طعون دولة إسرائيل (“إسرائيل”) المقدمة بموجب المادتين 18 و19 من نظام روما الأساسي.
والقرار الثاني، أصدرت مذكرتي اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت.
ورصد موقع خاص، ردود الأفعال الفلسطينية والدولية لقرار المحكمة الجنائية الدولية، ولخصها بالاطلاع على البيانات الرسمية ووكالات أنباء دولية:
ترحيب دولي واسع
“هولندا“: سنعتقل نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية
قال وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب، إن بلاده ستعتقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تنفيذا لمذكرة الاعتقال الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف، سنعتقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عندما يأتي إلى هولندا.
وتابع فيلدكامب، “لن تجري هولندا بعد الآن اتصالات غير ضرورية مع نتنياهو”.
“بلجيكا” تدعو لفرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل
أعلنت بلجيكا تأييد مذكرة الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت، داعية الاتحاد الأوروبي إلى الامتثال لقرار المحكمة الجنائية الدولية.
قالت نائبة رئيس وزراء بلجيكا، بيترا دي سوتر، إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي الامتثال لمذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
وأضافت دي سوتر، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، يتعين على أوروبا أن تمتثل للقرار، وتفرض عقوبات اقتصادية، وتعلق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، وتدعم مذكرتي الاعتقال.
وأشارت إلى أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا يمكن أن تمر دون عقاب.
“الاتحاد الأوروبي“: مذكرات الاعتقال ملزمة ويجب أن تحترم
اعتبر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية جوزيب بوريل، خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بعمّان، مذكرات الاعتقال بحق قادة من إسرائيل وحماس “قرارا ملزماً”.
وقال بوريل، المأساة في غزة يجب أن تنتهي، وقرار المحكمة يجب أن يحترم وينفذ.
وأضاف، هذا القرار ملزم، وجميع الدول والشركاء في هذه المحكمة والتي تشمل أعضاء الاتحاد الأوروبي ملزمون بتنفيذ القرار.
“الأردن” يرحب بالقرار ويدعو لوقف المجازر
من جهته، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن “هذه القرارات يجب أن تحترم وتنفذ، فالشعب الفلسطيني يستحق العدالة، والمؤسسات القانونية وجدت لتحاسب”.
وأضاف، “لا يمكن للمجتمع أن يكون انتقائياً في قبول قرارات ورفض أخرى، وليواجه كل مسؤولية ما قام به”.
وأشار الصفدي، إلى أنه “يجب أن يكون القرار رسالة للمجتمع الدولي بالتحرك بخطوات عملية لوقف مجازر غزة”.
“منظمة التحرير الفلسطينية“: وصفت قرار المحكمة الجنائية الدولية بأنه “بارقة أمل” وله أهمية استثنائية لوقف جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة.
حركة “فتح“: صدور مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت “خطوة شجاعة وانتصار للعدالة الدولية ولحقوق الإنسان ” في مواجهة الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها حكومة الاحتلال.
“حركة حماس“: القرار سابقة تاريخية مهمة.
وقالت الحركة في بيان رسمي إن هذه الخطوة التي حاولت الإدارة الأميركية المتواطئة مع جرائم الحرب الصهيونية تعطيلها لأشهر، تشكل سابقة تاريخية مهمة، وتصحيحا لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا”.
ودعت حماس المحكمة الجنائية الدولية إلى توسيع دائرة محاسبة قادة الاحتلال المجرمين، ووزرائه وضباطه الذين ارتكبوا أبشع جرائم القتل والتجويع ضد شعبنا الفلسطيني.
“الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي“، رحب بقرار المحكمة، وطالب “بالإسراع في إصدار حكمها بارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية في غزة.
“جنوب إفريقيا” ترحب بأمر الاعتقال نتنياهو
“العراق“: موقف شجاع وعادل وقرار تاريخي
رحبت بغداد بالقرار ووصفته بأنه “تاريخي” وموقف شجاع وعادل، ويؤكد أنه مهما تمادى الظلم فإن العدالة والحق سيقفان بوجهه، بحسب بيان لمتحدث باسم الحكومة العراقية.
“الجزائر“: خطوة ضد الحصانة الإسرائيلية
قالت وزارة الخارجية الجزائري، إن إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت يعتبر “خطة هامة نحو إنهاء عقود من الحصانة وإفلات المحتل من العقاب” (بيان لوزارة الخارجية)
“أيرلندا”
رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس يدعو الجميع إلى احترام دور المحكمة الجنائية الدولية، واصفاً قرار الأخيرة بـ “المهم”.
“السويد”
أكدت الحكومة السويدية دعمها للمحكمة الجنائية الدولية بعد إصدارها القرار. وقالت وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي، جيسيكا روزفال، إن السويد تدعم قرار المحكمة، لكنها أشارت إلى ضرورة انتظار سير العملية القانونية قبل التعليق بشكل أوسع.
“تركيا”
قورتولموش: مذكرة الاعتقال مؤشر على إزالة الحماية عن نتنياهو وعصابته
أكد رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، أن قرار المحكمة يحمل أهمية تاريخية ويعد مؤشراً على إزالة درع الحماية عن نتنياهو وعصابته.
“كولومبيا” ترحب بالقرار
رحب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الخميس، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبرا أنها “خطوة منطقية يجب اتخاذها”.
-وصف المقرر الأممي المعني بالحق في السكن بالاكريشنان راجاجوبال، القرار بأنه “تاريخي”.
وقال المسؤول الأممي، إن هذه خطوة مهمة جدا نحو المساءلة عن الفظائع التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة.
-المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات، ريم لاسالم، إن مجيء هذه المذكرات متأخرة أفضل من أن لا تأتي أبداً.
-المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، تدعو المجتمع الدولي إلى العمل معاً لدعم قرار المحكمة.
-أعرب البيت الأبيض عن رفضه مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع المقال يوآف غالانت.
جاء ذلك في بيان أصدره أحد متحدثي مجلس الأمن القومي الأميركي بالبيت الأبيض، رداً على سؤال لمراسل الأناضول بشأن الموضوع.
وقال المتحدث الذي لم يفصح عن اسمه، إن الولايات المتحدة ترفض قرار المحكمة اعتقال نتنياهو وغالانت.
-وأضاف أن “الولايات المتحدة ترفض من الأساس قرار المحكمة بإصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبار”.
وادعى المتحدث الأميركي أن المحكمة ليست لديها صلاحية بمقاضاة إسرائيل
وتجنب متحدث وزارة الخارجية الفرنسية “كريستوف لوموان”، تقديم إجابة واضحة حول ما إذا كانت بلاده ستنفذ أمر المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي مؤتمر صحفي الخميس، كرر الصحفيون السؤال حول موقف فرنسا من قرار المحكمة وما إذا كانت باريس، ستعتقل نتنياهو إذا وصل إليها، فأجابهم قائلا: “إنها نقطة معقدة من الناحية القانونية، لذا لن أعلق بشأنها اليوم”.
وهاجمت الحكومة والمعارضة في إسرائيل، الخميس، إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
–معاد للسامية
وزعم مكتب نتنياهو، في بيان، أن قرار المحكمة الجنائية الدولية “معادٍ للسامية”.
وقال: إن إسرائيل “ترفض باشمئزاز الإجراءات والاتهامات السخيفة والكاذبة الموجهة إليها من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وهي هيئة سياسية متحيزة وتمييزية”.
وأضاف البيان أن “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يرضخ للضغوط ولن يرتدع ولن ينسحب حتى تتحقق كل أهداف الحرب”.
وأشار إلى أن “أي قرار مناهض لإسرائيل لن يمنعها من حماية مواطنيها”، في إشارة إلى إصرار نتنياهو على مواصلة حرب الإبادة في غزة.
بدورها وزعمت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف، أن مذكرتي الاعتقال “معاداة للسامية تحت ستار العدالة”.
وقالت ريغيف، في منشور على منصة “إكس”، إن “مذكرات الاعتقال الصادرة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، ووزير الدفاع السابق غالانت، سخافة قانونية”.
وأشارت إلى أن إسرائيل “لن تعتذر عن حماية مواطنيها، فهذه ليست جريمة، هذا واجبنا الوطني والأخلاقي”، على حد زعمها.
“ساعر“: المحكمة فقدت شرعيتها
اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أن المحكمة “فقدت كل شرعية لوجودها”.
وقال ساعر، في منشور على منصة “إكس”: “لحظة سوداء بالنسبة للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي”، زاعما أنها “فقدت فيها كل شرعية لوجودها ونشاطها”.
وأضاف: “يجب على الدول المحترمة وكل شخص محترم في العالم أن يرفض هذا الظلم باشمئزاز” وفق زعمه.
“رئيس إسرائيل“: يوم أسود
أما الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، فاعتبر قرار المحكمة الجنائية الدولية بأنه “يوم أسود للعدالة”.
وقال هرتسوغ، في منشور على منصة “إكس”، إن “القرار الفظيع الذي اتخذته المحكمة الجنائية الدولية بسوء نية حوّل العدالة العالمية إلى مادة للسخرية” حسب ادعائه.
“بن غفير“: وصمة عار
بدوره قال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، في منشور على منصة “إكس”: “إصدار أوامر الاعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وعضو الكنيست غالانت، وصمة عار لم يسبق لها مثيل، ولكنها ليست مفاجئة على الإطلاق”.
وزعم أن “المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي تثبت مرة أخرى أنها معادية للسامية من البداية إلى النهاية”.
وتابع بن غفير: “الرد على أوامر الاعتقال هو فرض السيادة (الضم) على جميع أراضي الضفة الغربية، والاستيطان في جميع أنحاء البلاد وقطع العلاقات مع السلطة (الفلسطينية)، بما في ذلك فرض العقوبات”.
-قال زعيم المعارضة يائير لابيد، في منشور على منصة “إكس”: “أدين قرار المحكمة في لاهاي”.
“حزب عربي يهودي “بالكنيست يدعم القرار.
على عكس الهجوم الحاد الذي قوبل به قرار المحكمة الجنائية من قبل مسؤولين في حكومة نتنياهو وقيادات المعارضة، أيّد حزب “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة”، وهو حزب عربي يهودي ممثل في الكنيست، هذا القرار.
وأكد الحزب بأنه يجب على نتنياهو وغالانت أن يدفعا ثمن جرائمهما بقطاع غزة.