تركيا تدعو النظام الى تغيير الوضع القائم في البلاد المستمر منذ خمس سنوات..

تصاعدت الاشتباكات مجدداً في شمال غرب سوريا، وتزامن ذلك مع فترة دعت فيها تركيا النظام السوري على وجه الخصوص، بالإضافة إلى روسيا وإيران، إلى تغيير الوضع القائم في البلاد المستمر منذ خمس سنوات.

وأعلنت تركيا عدم تدخلها في هذه الاشتباكات، لكنها تستمر في إجراء اتصالات دبلوماسية مع شركائها في مسار أستانا، وهما روسيا وإيران. ومن بين القضايا التي تعتبرها تركيا ذات أهمية كبرى خلال هذه المرحلة، دخول وحدات حماية الشعب (YPG) إلى نقاط استراتيجية تركها النظام السوري، بالإضافة إلى احتمال أن تؤدي هذه الاشتباكات إلى بدء موجة نزوح جماعي جديدة نحو حدودها.

وأصدرت أنقرة تصريحين رسميين بشأن الاشتباكات المتزايدة بين قوات المعارضة، وقوات النظام السوري. وأول تصريح صدر في 29 تشرين الثاني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كجيلي، على منصة (X) وركز على التطورات في منطقة إدلب بدلاً من الاشتباكات التي تمتد حتى حلب. وأوضح البيان أن الأحداث في المنطقة جاءت نتيجة زيادة الهجمات على إدلب مؤخراً.

وأشار المتحدث إلى أن الاتفاقيات القائمة في منطقة خفض التصعيد بإدلب، والتي تم تطويرها مع شركاء أستانا، قد تم انتهاكها. وأضاف أن تركيا حذرت من ضرورة وقف هذه الهجمات، لكن هذه التحذيرات لم تلق آذاناً صاغية.

ووفقاً لتقارير في الصحافة التركية، فقد أفادت مصادر أمنية بأن هذه الهجمات تم تنفيذها عبر القوات الجوية الروسية والقوات البرية التابعة للنظام السوري. كما زعمت المصادر أن تركيا حالت لفترة طويلة دون رد المجموعات التي كانت تفكر في الرد على هذه الهجمات.

البيان الثاني صدر في 30 تشرين الثاني عن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال حديثه في منتدى (TRT World). وأكد فيدان، رداً على سؤال، أن تركيا ليست طرفاً في الاشتباكات التي وصلت إلى منطقة حلب.

وأشار إلى أن التطورات في سوريا تتم متابعتها عن كثب، قائلاً: “تركيا ليست متورطة في الاشتباكات التي تحدث في حلب. يتم اتخاذ التدابير اللازمة. لن نتخذ أي خطوات قد تؤدي إلى موجة نزوح جديدة”.

تستضيف تركيا حوالي 3 ملايين لاجئ سوري منذ عام 2011. وتشعر بالقلق من أن تؤدي أي عملية عسكرية كبيرة في إدلب، التي يقطنها حوالي 2 مليون شخص، إلى موجة نزوح جديدة على حدودها.

تركيا غير راضية عن مقاربة شركائها في مسار أستانا تجاه سوريا. وقال وزير الخارجية التركي إن أولويات إيران في سوريا لا تشمل تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق. أما بالنسبة لروسيا، فهي ترى أن الوضع في المنطقة يشهد وقف إطلاق نار حالياً، وأن التهديدات الجدية ليست بارزة، لذا فإن هذا الموضوع ليس على جدول الأعمال.

وأضاف فيدان: “عدم اتخاذ خطوات ضرورية في مكافحة الإرهاب وقضية اللاجئين يحول التهديدات داخل سوريا إلى تهديدات تزداد تكلفة القضاء عليها بالنسبة لنا مع مرور الوقت. ولذلك، نحن نبحث عن حلول، وإذا لم تثمر الحلول الدبلوماسية والمقاربات البناءة، فسنضطر في الوقت المناسب للنظر في اتخاذ خطوات من نوع آخر”.

كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد دعا الرئيس السوري بشار الأسد عدة مرات إلى فتح صفحة جديدة بين البلدين. وتتهم أنقرة كلاً من موسكو وطهران بعدم تقديم الدعم الكافي لإقناع الأسد بالاستجابة لهذه الدعوات.

مع تصاعد حدة الاشتباكات في سوريا، شهدت خطوط التواصل الدبلوماسي بين تركيا وروسيا وإيران نشاطاً متزايداً. وفي 30 تشرين الثاني، أجرى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وفي اليوم ذاته، أجرى لافروف محادثة مع وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي.

كما زار عرقجي سوريا يوم الأحد لعقد اجتماعات، ومن المتوقع أن يجري محادثات في أنقرة اليوم الاثنين. وأعلنت الأطراف أن هذه الاجتماعات تركز على وقف التصعيد وضمان تنفيذ الاتفاقيات القائمة.

بالإضافة إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية التركي اتصالات مع وزراء خارجية كل من قطر ولبنان والعراق.

على الرغم من تأكيد تركيا أنها غير متورطة، إلا أن الجيش الوطني السوري، المدعوم من أنقرة، شارك في الاشتباكات وركز بشكل خاص على مواجهة وحدات حماية الشعب (YPG). وتعتبر تركيا (YPG) منظمة إرهابية وتتهمها باستخدام شراكتها مع الولايات المتحدة في محاربة داعش كوسيلة لإقامة إدارة ذاتية في شمال سوريا.

ونقل موقع (BBC) عن مصادر أمنية تركية، استغلت (YPG) الفوضى الناتجة عن الاشتباكات الأخيرة للاستيلاء على مواقع استراتيجية تركها النظام السوري. وأوضحت المصادر أن (YPG) تهدف إلى إنشاء ممر يربط تل رفعت بشمال شرق سوريا، لكن هذه الخطط تم إحباطها عبر عملية أطلقها الجيش الوطني السوري.

Read Previous

الجيش الوطني ينتزع من “قسد” قرى جديدة

Read Next

“وزير الخارجية التركي” محملاً النظام مسؤولية إشعال الأزمة

Most Popular