سيريا مونيتور, درعا
شهدت محافظة درعا خلال الأيام الماضية تحركات أمنية مكثفة أسفرت عن اعتقال وقتل عدد من العناصر المرتبطين بمجموعة محمد الرفاعي، المعروف بلقب “أبو علي اللحام”، والتي كانت تُعد الذراع الأمني المحلي لـجهاز المخابرات الجوية في عهد النظام السوري المخلوع. يأتي ذلك بينما لا يزال قائد المجموعة متوارياً عن الأنظار.
وتأتي هذه التطورات في سياق جهود تهدف إلى تفكيك الشبكات المتهمة بتنفيذ عمليات اغتيال وخطف، شكلت تهديداً مستمراً لأمن المنطقة على مدار السنوات الماضية.
في واحدة من أبرز العمليات، ألقت قوات الأمن العام القبض على قاسم شامخ الرفاعي، وهو من أبناء بلدة أم ولد، أثناء مروره على طريق مطار دمشق الدولي، بتهمة تنفيذ اغتيالات لصالح المخابرات الجوية في ريف درعا الشرقي.
وفي حادث منفصل، قُتل فراس أحمد الديات، وهو عنصر سابق في صفوف مجموعة اللحام ومن أبناء بلدة السهوة، جراء عملية اغتيال نفذها مسلحون مجهولون كانوا يستقلون دراجة نارية، على الطريق بين بلدتي السهوة وأم ولد.
أما في مطلع نيسان الجاري، فقد نفذت قوات الأمن العام مداهمة في بلدة أم ولد، أسفرت عن اعتقال محمد محمود الرفاعي، الذي نُقل لاحقًا إلى مفرزة الأمن العام في مدينة إزرع. وأعلن عن وفاته في الخامس من الشهر نفسه، حيث أفاد بيان الأمن العام بأنه توفي نتيجة احتشاء عضلي في القلب بعد تدهور حالته الصحية، مشيرًا إلى أنه حاول الفرار أثناء عملية الاعتقال مما أدى لإصابته بجروح سطحية في الوجه واليدين.
لكن وفاته أثارت ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهمت بعض الحسابات جهاز الأمن العام بـ”التسبب بوفاته تحت التعذيب”، مستندة إلى صور تم تداولها تُظهر ما قيل إنها علامات زرقاء على جسده.
وتبقى هذه الحوادث محور جدل واسع، في ظل تزايد الضغط الشعبي لتفكيك التشكيلات الأمنية المرتبطة بالنظام السابق، مقابل مطالب بضمان الشفافية في عمليات الاعتقال والتحقيق، واحترام حقوق المحتجزين.