أعلن الجيش الوطني السوري، اليوم الثلاثاء، سحب قواته من منطقة منبج في ريف حلب، والتي دخلها بعد انسحاب “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) منها، وتسليم إدارتها للشرطة العسكرية والمدنية.
وأوضح الجيش الوطني، في بيان صادر عن غرفة عمليات “فجر الحرية”، أن القرار جاء في إطار الحرص على تنظيم وإدارة المناطق “المحررة” حديثاً. وبيّن البيان أنه تم تسليم الوضع الأمني بالكامل لإدارة الشرطة العسكرية والمدنية.
وأكد الجيش الوطني في بيانه أنه سيتتم محاسبة أي عنصر يتخلف عن تنفيذ القرار، مشيراً إلى أن المهلة النهائية للخروج من المدينة والقرى المحيطة بها تنتهي ظهر العاشر من الشهر الجاري.
واختتم البيان بالإعلان عن أرقام للتواصل في حال حدوث أي طارئ في المنطقة، أو لتلقي الشكاوى بشأن انتهاكات قد تقع.
وكان الجيش الوطني السوري قد أعلن، مساء الأحد، فرض سيطرته على مدينة منبج في ريف حلب، عقب عملية عسكرية سريعة ضد قوات “قسد” المدعومة من التحالف الدولي.
ووفقاً لمصادر ميدانية، تمكنت الفصائل من التقدم على محاور متعددة داخل المدينة، بالتزامن مع انسحابات متفرقة لقوات “قسد” باتجاه المناطق المحاذية. وأشارت مصادر محلية إلى أن العمليات شهدت اشتباكات عنيفة، تخللتها ضربات مدفعية، مما تسبب في موجة نزوح بين الأهالي خشية من تصعيد محتمل. وتُعد منبج ذات أهمية استراتيجية، كونها تربط بين المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني، ما يعزز نفوذه في الشمال السوري.
يُذكر أن “قسد” سيطرت على مدينة منبج في ريف حلب الشرقي في آب 2016، عقب معارك استمرت لأسابيع ضد تنظيم “داعش” الذي كان يسيطر على المدينة.
وجاءت العملية حينذاك بدعم مكثف من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، حيث شنت طائرات التحالف غارات جوية استهدفت مواقع التنظيم داخل المدينة ومحيطها. وخلال فترة سيطرة “قسد” على المدينة، أكدت تقارير عديدة ارتكابها انتهاكات بحق المدنيين. كما شهدت المنطقة مظاهرات متكررة وإضرابات تطالب بخروجها.