تتسارع التطورات العسكرية في إدلب بالشمال السوري منذ أسابيع، بين انسحاب تركيا من النقاط العسكرية في مناطق نظام أسد وبين تصعيد روسي عبر استهداف فصيل “فيلق الشام” المدعوم من قبل أنقرة، تزامناً مع الحديث عن تشكيل مجلس عسكري موحد وإعادة هيكلة عسكرية للفصائل.
الحديث عن المجلس بدأ تداوله خلال الأيام الماضية من خلال إعلاميين وناشطين مقربين من الفصائل ومن “هيئة تحرير الشام”، وسط غياب أي تصريحات من قبل الفصائل ومن الدفاع التركية.
وقال الناشط الإعلامي طاهر العمر المقرب من الهيئة عبر قناته في “تلغرام” إنه “منذ فترة من الزمن تم تشكيل المجلس العسكري للفصائل العسكرية، ويقوده نخبة من القادة العسكريين من الفصائل العسكرية، مهمته تنظيم الجبهات والثغور والعمليات العسكرية وترتيب غرف العمليات العسكرية”.
واعتبر العمر أن تشكيل المجلس “يغلق دكاكين المرتزقة القابعين خارج الحدود من بعض السياسيين وأذرع المخابرات ومجالس السوء ويقطع الطريق على المتحرشين وأقلام السوء”.
كما رصدت أورينت نت على حسابات “تحرير الشام” في “تلغرام” في الشمال السوري إطلاق هاشتاغ “المجلس العسكري أمل المحرر”، وأن “من يعارض توحد العاملين (في المجلس) خائن عميل ولو تستر باسم الثورة”
وبحسب قيادي في “الجبهة الوطنية للتحرير” فإن المجلس العسكري سيبصر النور قريباً، ويضم كافة الفصائل و”هيئة تحرير الشام” بعد اندماجها في المجلس، مؤكداً لأورينت نت أن الألوية العسكرية ترتبت وأصبحت جاهزة وبانتظار الإعلان.
وبحسب معلومات فإن المجلس سيضم فصائل “الجبهة الوطنية” مع الهيئة ويتشكل من كتل عسكرية، كل كتلة يصل عددها لـ 400 مقاتل، على أن يقود المجلس أربعة أشخاص.
ومن الأسماء البارزة والمرشحة لقيادة المجلس هو النقيب عناد درويش (أبو المنذر)، القائد العسكري لـ “حركة أحرار الشام” وقائد أركان “الجبهة الوطنية للتحرير” في ذات الوقت ويعتبر من الشخصيات العسكرية القوية.
وكانت “حركة أحرار الشام” عزلت أبو المنذر من منصبه الأسبوع الماضي بعد محاولته الانقلاب مع القائد السابق حسن صوفان على القيادة الحالية برئاسة جابر علي باشا.
ومن المتوقع أن يضم المجلس أيضاً كلاً من القائد العسكري لهيئة “تحرير الشام” الملقب بـ “ أبو الحسن 600″.
وبحسب المعلومات فإن تأخر إعلان المجلس العسكري يعود إلى الخلاف الداخلي داخل “حركة أحرار الشام الإسلامية” التي تشهد حركة انقلاب من صوفان، قبل أن تدخل تركيا وتطلب منهم حل الخلاف.
وتواصلت أورينت مع الناطق باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، ناجي مصطفى، والذي أكد أن هناك ترتيبا لغرفة “عمليات الفتح المبين”، التي تضم “هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وجيش العزة”، وإعادة هيكلية، مضيفاً أنه من خلال هذا الترتيب تم تشكيل بعض الألوية والكتل العسكرية من جميع الفصائل.
واعتبر مصطفى أن الترتيب الجديد وإعادة الهيكلية للغرفة من أجل زيادة فعالية الفصائل وزيادة قدراتها القتالية للتصدي لأي عملية عسكرية تقوم بها ميليشيا أسد والاحتلال الروسي.
وكانت تركيا زادت من وجودها العسكري في إدلب خلال الأشهر الماضية، عبر إرسال آلاف المدرعات والمقاتلين.
كما أشرفت على تدريب مقاتلي “الجبهة الوطنية للتحرير” وإحصاء الأعداد لتشكيل جسم يشبه القوة المركزية على كامل الجبهات القتالية.