سيريا مونيتور..
تواصلت الاشتباكات لليوم الثالث على التوالي على الحدود السورية اللبنانية بين الجيش السوري ومجموعات تهريب المخدرات والسلاح التي تنتمي إلى عشائر لبنانية في القرى المحاذية لريف القصير جنوبي حمص. وأسفرت المواجهات عن وقوع خسائر في صفوف الطرفين.
وأفادت مصادر ميدانية بأن الاشتباكات تصاعدت مساء السبت، خاصة في بلدة “مطربا”، حيث استخدم الطرفان مختلف أنواع الأسلحة. وتمكن الجيش السوري خلال العمليات من السيطرة على قرى “أكّوم، بلوزة، زيتا، هيت، وبويت”، بعد بسط نفوذه على بلدة حاويك خلال اليومين الماضيين.
وعلى الجانب اللبناني، تعرضت بلدة جرماش لهجمات بالصواريخ والمسيرات، كما سقطت صواريخ أخرى في محيط بلدة القصر وسهلات الماء، فيما شهدت بلدة قنافذ الحدودية مع الهرمل قصفاً مدفعياً مصدره ريف القصير، وسط هدوء حذر ساد المنطقة خلال الليل.
صحيفة “الأخبار” اللبنانية أشارت إلى أن الاشتباكات العنيفة في بلدة مطربا هدأت نسبياً مع تراجع مسلحي عشائر الهرمل بناءً على طلب الجيش اللبناني الذي بدأ انتشاراً واسعاً في المنطقة، مع تحليق طائراته المُسيّرة لرصد الأوضاع.
من جهته، أصدر مخاتير قضاء الهرمل بياناً أكدوا فيه تعرض المنطقة الحدودية لقصف مصدره الأراضي السورية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين، مطالبين الدولة والجيش اللبناني بالتدخل لحماية الأهالي وممتلكاتهم.
بدورها، ذكرت مصادر محلية لموقع “جنوبية” أن فرق الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني نقلت ثمانية مصابين إلى مستشفيات مدينة الهرمل، بينهم مدنيون، جراء الاشتباكات والقصف المتبادل.
وفي ظل التوترات، أجرى الرئيس اللبناني جوزيف عون اتصالاً بنظيره السوري أحمد الشرع، لبحث سبل احتواء الموقف. ونقلت مصادر ميدانية أن الاتصال ركز على ضرورة نشر الجيشين اللبناني والسوري على جانبي الحدود لضبط عمليات التهريب وتسليم المطلوبين وفق آلية رسمية.
وفي تصعيد لافت، أصدر الرئيس اللبناني أوامره للجيش باستهداف مواقع داخل الأراضي السورية رداً على مصادر النيران. وأكد الجيش اللبناني في بيان أن وحداته المنتشرة على الحدود باشرت بالرد باستخدام الأسلحة المناسبة.
على الجانب السوري، كانت الحكومة قد أعلنت الخميس عن حملة أمنية واسعة في بلدة حاويك بريف القصير، بهدف إغلاق معابر التهريب. وأفادت مصادر بأن “الفرقة 103” التابعة للجيش السوري نفذت عمليات تمشيط في المنطقة، ووجهت إنذاراً للمهربين بإخلاء أحد المراصد قبل استهدافه بالأسلحة الثقيلة.
وتعد المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان معقلاً لعصابات تهريب المخدرات والسلاح، حيث تنشط مجموعات تابعة لعشائر لبنانية مثل زعيتر وجعفر. ويستغل المهربون المعابر غير الرسمية التي شهدت ازدهاراً في عمليات التهريب خلال السنوات الماضية، خاصة في ظل سيطرة “حزب الله” سابقاً على هذه المناطق.