تصاعد العنف في جنوب سوريا ريف درعا تحت تهديد الخلايا المجهولة

سيريا مونيتور

إعداد: نادر دبو

تشهد مناطق الجنوب السوري تصاعدًا مقلقًا في العمليات الأمنية الغامضة منذ منتصف أغسطس 2025، شملت تفجيرات استهدفت محال تجارية وصيدليات ومنازل، إلى جانب اغتيالات مباشرة طالت شخصيات محلية وأفرادًا مدنيين. هذه الحوادث المتسارعة تركت ريف درعا الغربي بشكل خاص في حالة من القلق والترقب، في ظل غياب أي رد فعل رسمي من السلطات الأمنية، ما جعل المنطقة تبدو كمساحة مفتوحة لفوضى جديدة وسط تضارب الروايات حول هوية المنفذين.

للمزيد : https://symonitor.com/?p=52748&preview=true

تصاعد العمليات خلال أقل من ثلاثة أسابيع

خلال 18 يومًا فقط، سجل الجنوب السوري موجة متسارعة من التفجيرات والاغتيالات. ففي 14 أغسطس، استهدفت عبوة ناسفة صيدلية في بلدة المزيريب، تلتها اغتيالات متعددة في بلدة اليادودة وتل شهاب خلال الأيام التالية.

وقال مراسل سيريا مونيتور: “بدأت العمليات باغتيال أكرم عامر الزعبي داخل محله في اليادودة بتاريخ 17 أغسطس، وتبعها سلسلة اغتيالات استهدفت مدنيين وعناصر أمنية سابقة، ما يعكس نمطًا متكررًا ومدروسًا“.

وأوضح أن الهجمات استمرت بشكل شبه يومي، من بينها قتل حمزة عوض المغتري في المزيريب في 20 أغسطس، ولؤي أحمد المصيبيح في خربة قيس في اليوم التالي، وأحمد علي منيزل على الطريق الزراعي بين طفس وجلّين في 22 أغسطس، وصولاً إلى اغتيالات في الريف الشرقي والشمالي لدرعا، شملت المحامي عبدالله الهيلة في صيدا وزياد عزيز الريابي في إنخل.

التفجيرات تزيد من حالة الفوضى

لم تقتصر الهجمات على الاغتيالات، إذ شهدت المنطقة انفجارات عدة بعبوات ناسفة استهدفت دوريات أمنية ومواطنين. ولفت مراسل سيريا مونيتور إلى أن معظم التفجيرات في المزيريب واليادودة وقعت في وقت متقارب بين الساعة 10:34 و10:54 مساءً، ما يشير إلى وجود تنسيق دقيق بين المنفذين“.

كما سجلت عبوات على طريق بصر الحرير – إزرع إصابات لعناصر الأمن الداخلي بتاريخ 19 أغسطس، وأصيب شاب من عشائر البدو في الحراك بتاريخ 21 أغسطس.

عمليات متفرقة عقب أحداث السويداء

بعد أحداث السويداء الأخيرة، سجلت حوادث اغتيال متفرقة في الريف الشرقي لدرعا، حيث قُتل عدد من الشبان بينهم عبدالجبار محمد الحريري في بصر الحرير ومحمود محمد الأحمد في غصم، إضافة إلى العثور على جثة أنس الزوبع من المسيفرة.

وأكد مراسل سيريا مونيتور أن الاضطرابات في السويداء انعكست مباشرة على الجنوب السوري، ما زاد من حدة القلق لدى الأهالي“.

رسائل تهديد وابتزاز مالي

كشفت شهادات عدد من الضحايا لمراسل سيريا مونيتور أن عمليات الاغتيال والتفجيرات غالبًا ما سبقتها رسائل تهديد عبر تطبيق واتس أب تطلب مبالغ مالية كبيرة مقابل السلامة“.

وقال أحد المتضررين: “وصلتني رسالة تطالب بـ20 ألف دولار، وعندما لم أتمكن من الدفع، انفجرت محلي بعد أيام، مضيفًا أن من تجاهل الرسائل كان عرضة لاستهداف مباشر، سواء عبر إطلاق النار أو زرع عبوة ناسفة.

مؤشرات على عمل خلايا منظمة

يرى مراسل سيريا مونيتور أن نمط التنفيذ المتكرر، الاعتماد على توقيت محدد، وتصميم العبوات لإلحاق الضرر المادي أكثر من الخسائر البشرية، يشير إلى أن هذه العمليات ينفذها خلايا منظمة بخبرة أمنية عالية“.

وأكد مصدر محلي لمراسل سيريا مونيتور: “الوقت المدروس وطريقة زرع العبوات والتهديد عبر الواتس أب تشير إلى مجموعات منظمة ذات خبرة عالية، وليست مجرد أعمال فردية“.

آثار مباشرة على الأهالي

أدى التصعيد الأمني إلى حالة خوف وقلق مستمرة بين السكان، الذين باتوا يفضلون غلق محلاتهم مبكرًا وتجنب الحركة في الشوارع ليلًا.

وقال أبو وائل، صاحب متجر في المزيريب لمراسل سيريا مونيتور: “الأهالي أصبحوا يخافون حتى من التجول خلال المساء، وهناك من فضل الصمت والخوف من التحدث علنًا عن التهديدات“.

انعكاسات إقليمية محتملة

يشير مراقبون إلى أن استمرار هذه الاضطرابات قد يقوض صورة الاستقرار التي تسعى الحكومة السورية للترويج لها منذ سقوط النظام السابق.

وقال مصدر محلي لمراسل سيريا مونيتور: “الجنوب صار ساحة تجاذب بين قوى محلية وخارجية، وأي خلل أمني هنا سينعكس على الأردن وإسرائيل ويتيح فرصًا للتدخلات بحجة ضبط الحدود“.

خلال أقل من ثلاثة أسابيع، تحولت محافظة درعا إلى مسرح لتفجيرات واغتيالات متكررة، ترافقها رسائل ابتزاز مالي ونمط تنفيذ منظم يوحي بوجود خلايا مدربة. وقد تركت هذه الأحداث السكان في حالة خوف وانكسار، في حين لا تزال الهوية الحقيقية للمنفذين وأهدافهم محل تساؤل.

Read Previous

انقطاع الكهرباء عن درعا والسويداء بسبب عطل في خط 230 ك.ف

Read Next

لقاء الشرع مع الجالية السورية في الولايات المتحدة

Most Popular