سيريا مونيتور -دمشق
شهدت الأشهر الثلاثة الماضية ارتفاعًا ملحوظًا في عدد ضحايا انفجارات الذخائر غير المنفجرة في سوريا، مما يفاقم المخاطر التي تهدد حياة المدنيين وتعيق عودتهم إلى مناطقهم الأصلية.
ووفقًا لما وثقه الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، فقد قُتل 80 مدنيًا، بينهم 18 طفلًا و4 نساء، وأُصيب 116 آخرون، بينهم 43 طفلًا، بجروح متفاوتة الخطورة، خلال الفترة الممتدة من 27 تشرين الثاني الماضي حتى 14 آذار الجاري، جراء انفجارات ناجمة عن مخلفات الحرب من ألغام وذخائر غير منفجرة.
جهود مكثفة لنزع الذخائر وتوعية المدنيين
في محاولة للحد من هذه المخاطر، كثفت فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة عملياتها، حيث نفذت 1,229 عملية إزالة بين 26 تشرين الثاني الماضي و2 آذار الجاري، تمكنت خلالها من التخلص من 1,813 ذخيرة غير منفجرة، كان ثلثها من القنابل العنقودية.
إلى جانب عمليات الإزالة، قامت الفرق بتحديد 141 حقل ألغام ومواقع تحتوي على ذخائر خطرة، حيث تم وضع علامات تحذيرية وتنبيه السكان لتجنب الاقتراب منها. كما تم تنفيذ 549 جلسة توعوية وتدريب عملي للسكان، لتعريفهم بكيفية التعامل مع هذه الأخطار وتقليل احتمالية وقوع إصابات جديدة.
يواجه السوريون تركة قاتلة خلفتها الحرب المستمرة منذ أكثر من 13 عامًا، حيث زرعت قوات النظام السابق والميليشيات الموالية لها ألغامًا على نطاق واسع، دون تقديم أي خرائط توضح مواقع انتشارها. كما أن الهجمات العسكرية الممنهجة استهدفت المناطق المدنية، مخلفة وراءها كميات هائلة من الذخائر غير المنفجرة، بما في ذلك الأسلحة المحرمة دوليًا مثل القنابل العنقودية.
وعلى الرغم من الجهود المستمرة، لا تزال هذه الذخائر منتشرة في المناطق السكنية، والأراضي الزراعية، وأماكن لعب الأطفال، مما يهدد حياة المدنيين لسنوات قادمة. ويؤكد الدفاع المدني السوري أن خطر هذه المخلفات لن يزول قريبًا، وسيظل يشكل تهديدًا دائمًا على السكان، ما لم تُتخذ خطوات جادة على المستوى الدولي لدعم عمليات الإزالة وضمان سلامة المدنيين.